الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد الاستماع لشرح المعلم بتركيز أجد عقلي فارغاً!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من مشكلة تسبب لي ألمًا نفسيًا كل يوم عند التفكير بها، أنا طالب ثانوية عامة، وكأي طالب لدي هدف وأحلم بتحقيقه، وتعوقني بعض المشاكل، أشعر أنني أعاني من آفة النسيان، وعدم التذكر والفهم والإدراك، بعد أن كنت طالبًا متفوقًًا في السنوات الماضية، عندما التحقت بالمرحلة الثانوية منذ أول سنة وأنا أعاني من هذه الحالة، ولا أعرف ما هو سببها، مع العلم أني أحافظ على الصلوات، وحفظ القرآن.

أعاني من حالة غريبة جدًا، مثلًا: عندما يشرح المعلم استمع له بتركيز، وبعد الانتهاء أجد عقلي فارغًا، فلو شرح مسألة رياضية كل زملائي يقومون بحلها بخلافي فلا يمكنني حلها لوحدي، مع العلم أني أكبر منهم سنًا، فلا أعلم ما علاج هذه المشكلة، المشكلة تتلخص في النسيان وسوء الإدراك، مع العلم أنني أركز في شرح المعلم، ولكن عندما أتكلم أشعر أن حبل أفكاري انقطع.

كانت ذاكرتي قوية جدًا، وعندما أحاول التفكير عقلي لا يستطيع ويكون فارغًا، تعبت كثيرًا وأريد المساعدة، فأنا أبذل ما أستطيع دون فائدة، فهل يمكنكم مساعدتي؟

شكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سيف الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يوفقك ويسدد خطاك.

أولاً: -الحمد لله- أنك مواظب على صلواتك، و-الحمد لله- أن لديك طموحاً وإرادة لتحقيق أهدافك السامية.

ثانياً: المشكلة التي تعاني منها تتطلب تشخيصاً دقيقاً؛ لأن ما حدث لك يعتبر شيئاً غير عادياً، إذ أن القدرات العقلية والمعرفية نادراً ما تتدهور دون أسباب واضحة، مثل: تقدم العمر، أو إصابات الدماغ، أو حدوث أمراض عضوية أو نفسية، وهذا لم تذكره في سؤالك واستشارتك، مما يعني أنك سليم، و-الحمد لله- ما زلت في مقتبل العمر، ولم تكن هنالك إصابات في الدماغ، أو حدوث أمراض وغيرها.

وبما أنك كنت من المتفوقين في المراحل الدراسية السابقة؛ فهذا قد يطمئن بأن قدراتك العقلية على ما يرام، وأن ما حدث لك ربما يكون شيئاً مؤقتاً وسيزول بزوال السبب -إن شاء الله-، فربما تحتاج -ابننا العزيز- لمعرفة القياسات الحيوية التي تتعلق بنسبة الهيموجلوبين مثلاً في الدم، وكذلك نسبة العناصر الكيميائية الأخرى التي تلعب دوراً هاماً في تغذية الجهاز العصبي وبالتحديد الخلايا الدماغية، وكذلك ربما تحتاج إلى رسم المخ؛ لمعرفة نشاط الموجات الدماغية المختلفة، وكذلك ربما تحتاج إلى إجراء اختبارات الذكاء؛ لمعرفة القدرات العقلية المختلفة سواء كانت اللفظية أو الأدائية، وهذا يتوفر أيضاً في المستشفيات أو العيادات المتخصصة في مجال الطب النفسي، وعلم النفس السريري.

فالتشخيص المتكامل لا شك أنه يساعد في معرفة سبب المشكلة، وبالتالي يكون العلاج وفقاً لذلك، وصيتنا لك: بأن تضع لكل مواد دراسية طريقة معينة في الاستذكار، مثل: مواد الحفظ أنسب طريقة لاستذكارها بالتكرار، ومواد الفهم مثل: الرياضيات والفيزياء أنسب طريقة لمذاكرتها هي كثرة حل التمارين، والمواد النظرية الأخرى، مثل: الاجتماعيات أو العلوم الاجتماعية أفضل طريقة لمذاكرتها هي التلخيص، وحاول دائماً أن تذاكر مع مجموعة من الزملاء فربما يساعد ذلك أيضاً في إثراء النقاش، وتنمية القدرات التي تتعلق بالفهم والإدراك من خلال النقاشات المتكررة مع زملائك.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً