السؤال
السلام عليكم.
كانت لي صديقة مقربة، وكنا قلما نفترق، ولكني على رغم الود بيننا كنت أعتذر لها عن البقاء معها في مكتبة الجامعة؛ لأنني أدرس بعيداً جداً عن أهلي، وكنت في سنتي الأولى، فلا آمن على نفسي فيها، وهذه السنة ابتدأتها في حالة نفسية أقرب للاكتئاب؛ كون أهلي سخروا من مرتبتي التي نلتها في سنتي الأولى، فقد كنت من أوائل البلاد في الثانوية، وأضحيت في المرتبة الستين في جامعتي، فكنت إذا لقيت أصدقائي أتحاشى الحديث معهم، كما قلت آنفاً ليس كرهًا لهم، ولكني كنت أعيش حالة ضياع شديدة،
وما كنت أرجو أن أشاركهم همي، وكانت صديقتي هذه ممن تأثر بتصرفي، وقد حاولت إصلاحها حتى يئست من المحاولة، وبعد مدة عقلت، فتقربت إلى أصدقائي مرة ثانية، والحمد لله وجدت قبولاً بينهم، ونلت بحمد الله مرتبة أرضت أهلي الذين اعتذروا لي عن سخريتهم.
المشكلة في صديقتي آنفة الذكر، فلما أردت الاعتذار لها تفاجأت بموقفٍ لها مع أحد الشبان، وعلى الرغم أني ظننت خيراً، إلا أن ما رأيته كان حقاً، فصديقتي صارت تخالط هذا الشاب، كعهد بعض الفتيات في الجامعة على الرغم مما عهدت منها من حسن خلق، وصدق لسان؛ شعرت بالألم لذلك، وأردت نصحها، ولكنها لم تصارحني بالأمر، على عكس باقي أصدقائها لعلمها بأني سأحاول ثنيها.
أحسست أنني المسؤولة عن هذا، فلو لم أكسر قلبها لما كانت فريسة سهلة لهذه العلاقات، ولو كنت بقيت معها في المكتبة لما ظلت وحيدة تتقاذفها النظرات، شعرت أني خذلتها، وأنني السبب في ما وصلت إليه، دعوت لها كثيراً، فهل عليّ من إثمها شيء؟