الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التخلص من النظرة السلبية نحو الذات

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي أني عصبي وحساس جداً، وهذا يرجع لعدة أسباب:

1- قصر القامة الواضح 161 سم، وشكلي الطفولي.

2- لا توجد لي علاقات مع أصدقاء نهائيا، وكلما تعرفت على صديق لا أجده ينجذب لي.

3- لا توجد لدي مهارات من سباحة أو سواقة سيارات أو ... إلخ.

4- علاقاتي بالأسرة محدودة، ودائماً أحب الأماكن المظلمة والانفراد.

5- أحزن جداً عندما أجد أحداً يستهزئ بي أمام الناس ولا أعرف الرد عليه، بل يقف لساني من شدة الخجل، ولا أعرف التصرف أبدا.

6- دائماً عندما أقع في شجار مع أحد أكون خائفاً منه، وأحاول أن أرجع سريعاً وأصالحه، ربما يفعل بي شيئاً، أي عندي مشكلة الخوف رهيبة بشكل كبير.

7- لا أتصرف مثل باقي الناس في الأمور الطبيعية، دائماً مختلف عنهم.

8- متزوج وأعاني من سرعة القذف الشديدة، جربت طرق العلاج الطبيعية ووجدتها هنا في الموقع ولكن لم تفلح معي، وهناك من نصحني بدواء نفسي.

9- عندما أتعرض لبرد أتعب تعباً شديداً، وذلك لأن جسمي ضعيف.

10- مشكلة أخرى هي عدم إتقان الكلام مع الآخرين، أي لا أستطيع أن أجذب الانتباه في الحوار أبدا.

وهناك أمور كثيرة تحزنني لا أذكرها الآن، ولكن كلها تدور في إطار الخوف من الناس ونظراتهم.

كان أحد الدكاترة كتب لي علاج الزيروكسات، ووجدته غالي الثمن علي ولا أقدر على ثمنه، ومنهم من نصحني بموتيفال، ولكن لم أجد منه أي نتيجة نهائيا.

أتمنى أن أجد دواء يجعلني هادئ الطباع، بمعنى لو وقعت في موقف الآن وأنا فيه عصبي، أريده دواء يجعلني هادئ الطباع تماماً، ويكون ملحوظا.

أنا أعرف أن هذا ممكن على المدى الطويل، موافق ولكن أريد الدواء السليم والذي ليس له آثار جانبية، وفي نفس الوقت يؤخر من عملية القذف، أتمنى أن أجد هذا.

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عادل حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلماذا كل هذه السلبية؟ لماذا كل هذا الشعور بالنقص والدونية؟!

أخي الفاضل: أنت أفضل مما تتصور، لقد زرعت في كيانك وفي تصورك أنك ناقص عن الآخرين، أبداً أنت لست كذلك، هذه مجرد حساسية وتقبل سلبي للذات، انهض وحرر نفسك من هذه الأفكار، وأرجو ألا تراقب نفسك بهذه الطريقة الشديدة.

لقد ظلمت نفسك كثيراً بأنك تعتقد ألا مهارات لك، وأنك غير مرغوب من الآخرين، وأنك مرصود منهم، وأنك ضعيف في جسمك ونفسك، لا.. أرجو يا أخي الفاضل أن تستبدل كل فكرة سلبية بما يقابلها من أفكار إيجابية، كل فكرة ذكرتها لي في هذه الرسالة يمكن أن تجد فكرة إيجابية تطابقها، ركز على هذه الفكرة.

والشيء الذي أرجوه منك هو ألا تبالغ في تقليل قيمة ذاتك ونفسك، الإنسان لابد أن يكون واثقاً بنفسه، ولابد أن يكون معتزاً بنفسه، وصدقني أنك حساس، لذا ترى أن الآخرين يقيمونك بصورة سلبية، لا أحد يرصدك بهذه الطريقة وبهذه الدقة، أنت الذي تقوم برصد نفسك وتقدرها سلبياً، أرجو أن تمنع نفسك من ذلك وأن تحرر نفسك من هذا النوع من التفكير، وأن تعيد خارطة التفكير لديك حتى تصبح أكثر إيجابية.

أما بالنسبة للأدوية، فالأدوية فعلاً سوف تفيدك كثيراً، خاصة في هذه المشاعر السلبية والتي لا تخلو أيضاً من الحساسية ونوع من الوساوس البسيطة، وسوف تساعدك أيضاً في عملية القذف السريع.

أنا أأسف جدّاً أنك لن تستطيع الحصول على الزيروكسات بسبب ثمنه، إذن سيكون الدواء البديل هو لسترال أو زولفت، وهو موجود بمصر وسعره أقل كثيراً من الزيروكسات، جرعة الزولفت هي حبة واحدة 50 مليجراما ليلاً، وهذا إن شاء الله يكفي تماماً، أرجو أن تتناوله بصورة منتظمة لمدة ستة أشهر كاملة، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عنه، وهو من الأدوية الجميلة ولا آثار جانبية مطلقاً له.

إذا لم تستطع الحصول عليه أو عجزت عن تسديد سعره، يمكنك أن تتناول أحد الأدوية القديمة وهو رخيص الثمن جدّاً، ولكن ربما يسبب آثاراً جانبية كالنعاس والإمساك البسيط، هذا الدواء يعرف باسم أنافرنيل، جرعته هي 25 مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى 50 مليجراما ليلاً وتستمر عليها لمدة ستة أشهر، بعد ذلك تخفضها إلى 25 مليجراما لمدة شهر ثم تتوقف عنه.

الدواء الأفضل هو لسترال، ولكن الأنافرنيل أيضاً دواء فعّال وجيد، وإن كان يعاب عليه الآثار الجانبية البسيطة، والتي هي بالطبع ليست خطيرة أبداً.

أرجو يا أخي أن تثق في نفسك وأن تثق في مقدراتك، وصدقني أن الناس لا تراقبك، ولا ترصدك، ولا تقيمك بهذه السلبية.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً