الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أريد خسارة صديقتي رغم إجحافها بحقي، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود استشارتكم في كيفية التعامل مع صديقتي المقربة؛ فقد حصل خلاف بيننا، وهي ضخمت الأمور، وقالت: نحن لا نصلح لبعضنا، وألغت متابعتي من وسائل التواصل الاجتماعي، وتجاهلت رسائلي، مع أنني كنت أدعوها للصلح بحجة أن الدنيا فانية، ولا أريد أن نتشاحن، ولكنها تتصرف وكأنها لا تعرفني، ومرةً سلمت عليها من بعيد، لأنني لا أريد أن أكون من المتخاصمين، وردت علي بابتسامة باردة، ونظرات فيها دونية واستحقار، بكيت من حرقة قلبي، فقد تقاسمنا أحزاننا وأفراحنا، فكيف تنظر لي هكذا؟

لقد حاولت مرةً أخرى، واقتربت، وسلمت باليد، وسلمت علي باليد، ولكنها لا تبتسم، وحتى إن اقتربت منها تبتعد عن الطريق، قلت لها قبل الخلاف لا تكابري، وحاولت الصلح معها، ولكنها تتجاهلني، وتتصرف وكأنها لا تعرفني، وتجرحني جدًا بالكلام.

كلنا لدينا صفات سلبية، ولكنها لا تريد تحسين نفسها، وتتحجج بظروف والدتها المريضة -شفاها الله-، ولكن لا علاقة بين ظروف والدتها وصداقتنا.

أرشدوني رجاءً، فأنا أشعر بأن الأمر أتى على كرامتي، عندما أسلم ولا تتفاعل معي، وكأنني غريبة، ولا أريد خسارتها أيضًا.

شكرًا جزيلاً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ dabia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه، وبعد:

الفتاة التي تتحدثين عنها -أختنا الكريمة- عندها بعض المشاكل النفسية، والاجتماعية، فالفتاة على ما ذكرت من قبل عندها مشكلتان:
1- تاريخ أسري مضطرب.
2- والدة لا تعرفها، ولا تعرف ما تقدمه لها، وهي مدركة أنها لا تعرف، ولن تعرف إلا أن يشاء الله -عز وجل-.

هاتان المشكلتان كفيلتان بأن تعيش الفتاة الاضطراب النفسي، الذي يضعف أحيانًا، ويقوى أحيانًا أخرى، وفي نفس الوقت أنت لديك مشكلة، وهي أنك شديدة الحساسية والغيرة تجاه صديقاتك، ولذا من الطبيعي أن تقتربي منها، أو تحاولي، ومن الطبيعي أن تفكري فيها جل وقتك، كما أنه من الطبيعي أن تبتعد عنك بقدر اقترابك منها.

وعليه فإننا نشير عليك بأن ترجعي إلى نصائحنا في الاستشارة رقم: (2518668)، وأن تضيفي إليها ما يأتي:

1- البحث عن صديقات صالحات، فالحياة لا تقف عند صديق واحد، فهذا الأمر سيؤثر عليك سلباً.

2- وضع أهداف لك، إما فكرية، أو تعبدية، أو رياضية، أو اجتماعية، لتشغلي أكثر أوقاتك.

3- إذا ما قابلتها في أي مكان لا تظهري اهتمامًا بها، ولا تحاولي التقرب منها، بل أعطيها حريتها لاتخاذ قرار العودة من عدمه.

هذه نصائحنا لك، ونسأل الله أن يحفظك، وأن يبارك فيك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً