الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

متخوفة من الزواج لكثرة زواج وطلاق أهل زوجي.. أرشدوني

السؤال

السلام عليكم.

أنا مقبلة على الزواج، وخاطبي إنسان محترم جدًا، وما رأيت منه إلا كل خير، يعمل جاهدًا لتوفير كل ما يلزم للزواج، يعمل كل يوم وفي العطلات كذلك، وهو إنسان طيب ومحترم، وصبور جدًا، ويحبني كثيرًا، ولقد قصد أهلي للإسراع بالزواج.

أشعر بخوف كبير مع قرب موعد الزفاف؛ لأن أبويه مطلقان -ثلاث مرات-، ولهم تجارب زواج سابقة لزواجهم، وبيني وبين نفسي أقول: إن قرار الطلاق بالنسبة لهم أمر عادي، وأنا أخاف أن يؤثر هذا على خاطبي فيكون قد تأثر بطباع والديه.

ساعدوني أرجوكم، أنا لا أستطيع أن أفرح كما أريد؛ لأنني أفكر كثيرًا.

أنا كبرت في عائلة متلاحمة، ولم أسمع بالطلاق إلا قليلاً، لقد تحدثت مع خاطبي في هذا الموضوع، وقال: إنه ليس متفقًا مع قرارات والديه وطلاقهم المتعدد، وأنهم في النهاية وجدوا أنفسهم وحدهم، وإنها ليست النتيجة التي يريد، وأنه يريد الزواج لتكوين عائلة مدى الحياة، ومع ذلك لا زلت متخوفة!

ساعدوني، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله أن يُعينك على إكمال هذا المشوار مع هذا الخاطب الذي ذكرتِ أنه محترم جدًّا، وأنك لم تجدي منه إلَّا الخير، وأنه إنسان طموح، وإنسان جاد، وهو يُحبُّك، ويحرص على أن يقوم بالواجبات كاملة، بل يريد أن يُقرّب موعد الزفاف؛ هذه كلها مؤهلات عالية وغالية، وصفات جميلة في هذا الشاب الذي لا ننصح بالتفريط فيه.

أمَّا ما حصل من والديه: فواضح أنه لا يقبل بهذه القرارات، وهذه القاعدة لا تكون مضطردة؛ لأن القرار الصحيح قد يتخذه الإنسان بناءً على قناعاته، بل أحيانًا ما يستفيده الإنسان من أخطاء الآباء والأمهات يستفيده إيجابيًا، فلا يُكرر هذا الخطأ الذي ذاق لسعته ووجد ألمه، وشعر بخسارته، وشعر بضرره، وهذا هو الإنسان الذكي الذي يستفيد من أخطاء الآخرين.

وعمومًا نحن دائمًا نحكم على الخاطب والمخطوبة؛ لأنا إذا أردنا إنساناً لا إشكال عنده، ولا عند والديه، ولا عند أعمامه، ولا عند أخواله؛ فقد لا نجده على وجه الأرض، ولكن رؤية الإنسان في المشكلات الموجودة في أسرته، ونفوره من الخطأ، واتخاذه قرارات واضحة؛ هذا يُعطينا -إن شاء الله- أملاً كبيرًا في أنه سينجح في الاستقرار، وفي الاستمرار.

وأرجو أن تُؤمّلي خيرًا وتبشري بالخير، وتقومي بما عليك، والإنسان دائمًا حتى إذا سمع عن حالاتٍ حصل فيها طلاق؛ فإن تفادي أسباب المشكلات من الذكاء، الإنسان يستفيد من تجاربه ومن تجارب الآخرين، ونسأل الله أن يُعينكم على الخير.

عليه: نحن نميل إلى إكمال المشوار، بل نميل إلى عدم طرح هذا التصور عليه، وعدم مناقشة هذه الأمور، ودائمًا الإنسان ينبغي أن يتفاءل بالخير، ونسأل الله أن يسوق لكم الخير، والنبي -صلى الله عليه وسلم- كان يحب الفأل الحسن.

ونؤكد مرة أخرى: أن الحكم إنما يكون على الشاب بالدرجة الأولى، فإذا وجد الدين، ووجدت الأخلاق، ووجدت المؤهلات الأساسية في الزوج نفسه، وكذلك بالنسبة للزوجة، نقول: إذا وجدت هذه الصفات العالية الجميلة التي تركز عليها الشريعة: (مَن ترضون دينه وخلقه)، (فاظفر بذات الدين)؛ إذا توفرت هذه الأشياء الأساسية -والأساس هو الدّين-، فإن بقية الأشياء هي من الأمور المساعدة، ونسأل الله أن يُعينكم على الخير.

وأنتِ في مقام بناتنا وأخواتنا، ونحن نُؤيد إكمال المشوار مع هذا الشاب، دون النظر إلى ما آل إليه أمر والديه، ونسأل الله أن يُعينك ويعينه على الاستقرار والاستمرار.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً