الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي رهبة وخوف من ردة الفعل في كل خطوة أخطوها.. ساعدوني

السؤال

صباح الخير.

أنا أعاني من الخجل، والخوف من ردة الفعل، وعدم الثقة بالنفس، دائماً لدي رهبة وخوف من أي خطوة أخطوها، على سبيل المثال: بالعمل لا أتجرأ أن أتكلم مع مديري، أخاف وأتلعثم في كل مرة أريد التكلم معه، وأخجل، وأفكر في ما أبدأ به الكلام، وكيف سأنطق، وكيف أفتتح الحديث، وكيف ستكون ردة الفعل، وهكذا! وحينها أتوقف ولا آتي بأي حركة.

في حياتي العادية لا أتصرف هكذا، إلا في بيئة العمل، وهذا الشيء يسبب لي المشاكل، أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Kafa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أختنا الفاضلة/ الباشمهندسة- في موقع استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

أختي الفاضلة: سرَّني أنك طبيعية خارج دائرة العمل، واثقةٌ من نفسك ولا تعانين من الرهبة أو الخوف أو التردد، وإنما هذا محصور في بيئة العمل، وهذا دليلٌ على قدرتك على تجاوز هذه الصعوبات التي تعانين منها -إن شاء الله-.

أختي الفاضلة: لسببٍ أو لآخر، تكوّنت عندك مثل هذه الرهبة أو الخوف والتردد، في الحديث مع مدير عملك، أو ربما غيره من زملاء العمل، ولكن أريدُ أن أذكّرك -أختي الفاضلة- أن هذا التردد والخوف والرهبة، إنما هي أمورٌ مكتسبةٌ متعلّمة، ربما بسبب بعض الأفكار الموجودة في ذهنك.

أختي الفاضلة: إن الخطأ الذي يقع فيه مَن يُعاني من مثل هذه الأمور، أن يبدأ بتجنب الحديث مع المدير أو الزملاء، معتقدًا أن هذا التجنُّب يُخفف عنه بعض هذه المعاناة، إلَّا أنه في الحقيقة، هذا التجنُّب لا يزيد المشكلة إلَّا تعقيدًا، ويجعلها مشكلة مزمنة.

عكس التجنُّب -أختي الفاضلة- هو المواجهة والإقدام، لذلك حاولي -يا رعاك الله- من اليوم أو الغد؛ أن تبدئي الحديث مع مديرك ومع الزملاء؛ بحيث تصلين إلى مرحلة تجدين مثل هذا الحديث أمرًا عاديًّا طبيعيًّا، كما يحدث معك خارج بيئة العمل.

أختي الفاضلة: لا شك أن البداية قد تكون صعبةً، ولكن إنِ استمررت على الحديث والمواجهة فستعتادين عليها، ولا شك عندي بأنك ستستطيعين تجاوز ما أنت فيه -بإذن الله عز وجل-.

فإذًا -أختي الفاضلة- شدّي من همّتك، لا تتجنّبي، وابدئي أو واصلي الحديث مع مَن تريدين أن تتكلّمي معهم، وبإذن الله تعالى ستجدين الراحة النفسية ولو بعد حين.

وفقك الله لما يحب ويرضى، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً