الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العلاقة بين الرجل وأبناء جنسه وكيفية تجنيبها الانحراف عن مسارها الطبيعي

السؤال

السلام عليكم.
أنا أعتقد بأني أصبحت أعاني من الاكتئاب، والشعور بالوحدة، وعدم القدرة على التعبيـر الجيد، لا أعرف ما الذي حصل لي حتى وصلت لهذه المرحلة، وصراحة لا أعرف من أين أبدأ؟ ولكن أريد أن أقول لكم بعض الأعراض التي أعاني منها:

1- الاكتئاب بين الحين والآخر.
2- الخوف من الاجتماعات.
3- تشنج الرقبة في بعض المواقف.
4- عدم القدرة على التكلم بشكل مفهوم (أحس أن صوتي يتغير في مرحلة معينة من الكلام فلا أستطيع المتابعة بشكل جيد).
5- مضايقات في عضلات البطن - ليست بالأوجاع إنما مضايقات -.
6- التفكير بأمور كثيرة، والسرحان الشديد.
7- ارتجاف اليدين في بعض المواقف.
8- الشعور بالوحدة (قد يكون السبب عدم وجود أصدقاء إلا القليل، وهم دائماً مشغولون) وعدم القدرة على إنشاء صحبة جديدة؛ لعدم قدرتي على التفاعل معهم بشكل لائق).
9-القلق والتوتر والنسيان.
10- عدم تذكر الكلمات المناسبة أثناء الكلام فغالباً لا أستطيع الشرح وأحس بأني أضيع في متاهات أثناء الكلام.
11-فقدان الشهية.

قبل 5 سنوات سجلت في إحدى الجامعات، وتعرفت على مجموعة من الشباب الذين كنت أبقى معهم في الجامعة، لا أريد أن أقص عليكم ذكريات جامعتي، ولكن أريد أن أشرح لكم مشكلتي التي حدثت معي، وهي حبي لشخص من جنسي، لقد كان الأمر في البداية إعجابي به وبشخصيته، ولكن مع مرور الوقت أصبحت متيماً به.

كانت السنة الأخيرة لي صعبة جداً، بحيث أني صارحت ذلك الشاب بما يدور في كياني، وتفهم الشاب الوضع وقال لي: إذا كنت ترتاح لي فابق معي، فليس هنالك أية مشكلة، اعتقدت أن الأمر قد حل بعدما قال لي هذه الكلمات اللطيفة، وارتحت جداً.

ولكن عندما أقف معه لا أستطيع الكلام وكأن شيئاً في معدتي يمنعني من الكلام، على كل حال بقيت هكذا لحين نسيت أمره مع تخرجي من الجامعة، ولكني تعرفت على شاب آخر أصبحت أحس بنفس الشيء تجاهه، أصبحت أحبه ولا أقضي وقتي بمتعة وبراحة نفسية إلا معه.

أصبحت لا أريد أن أبقى إلا معه، وعندما نكون سوياً أحس بكل مشاكلي قد زالت، وأحس بنشوة وراحة نفسية، وعندما يذهب أنتظر وأعد الوقت كي يأتي.

والمشكلة أنني حديثاً أصبحت أغار عليه عندما يكون مع أحد آخر، باختصار أني أعشقه، ولا أريد أن أصارحه بالذي يجري معي، كي لا أشوش صداقتي معه، قولوا لي ما العمل؟! مع العلم أن نيتي تجاهه مبنية على الطهارة.

لقد فقدت شهيتي في الحياة، أصبحت لا أتكلم مع أحد بمتعة وانسجام إلا معه، كل هذا يحدث مع شعور غريب في بطني كالشعور بالخوف.

لقد زرت طبيباً نفسياً وأعطاني Prexal 5 أولاً وبعد شهر 10 ولكن هذا الدواء يسبب لي الخمول الشديد، وقال لي الدكتور أن الخمول سوف يذهب بعد فترة إلا أنه لم يذهب، فطلبت منه تبديل الدواء بدواء آخر لا يسبب الخمول.

أرجوكم هل هناك طريقة لاسترجاع شهيتي وضحكتي في الحياة؟ لقد تعبت وأريد أن أحل مشكلتي وأتزوج وأنهي حياتي كما يجب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عدنان حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأعتقد أن المشكلة الأساسية تتعلق بشخصيتك، فمن الواضح أنك سريع التأثر، وأنك لا تحسن الضوابط على نفسك وعلى مشاعرك، وهذا بالطبع جعلك تربة خصبة لأن تظهر لديك بعض أعراض القلق وعسر المزاج، وكذلك المخاوف والتوتر والتي أصبحت مصحوبة أيضاً بأعراض جسدية.

لا شك أن مشاعرك نحو زملائك هي مشاعر مزعجة جدّاً بالنسبة لنا، وهذا الاستلطاف الزائد لا نحبذه ونحذر منه التحذير الشديد؛ لأنه في الآخر ربما يؤدي إلى تصرفات وعواطف غير محمودة.

أنت قلت أن هذه العلاقة علاقة طاهرة، وهذا شيء جيد، ولكن يجب ألا تصل العلاقة مهما كانت لهذه الدرجة من التعلق، كما أن الذين يتعلقون ببني جنسهم لهذه الدرجة، دائماً يكون لديهم تركيز من ناحية الشكل وليس المضمون، وهذا لابد أن تدفع نفسك دفعاً لتوقف هذه التيارات العاطفية السلبية.

الذي أنصحك به هو أن توسع من اتصالاتك، وألا تحصر نفسك في شخص أو شخصين، ويجب أن تحذر أن نوع هذه العلاقة ربما تؤدي إلى تصرفات انحرافية، أقول ذلك مع احترامي الشديد لمشاعرك.

الأعراض التي ذكرتها في بداية الرسالة، بالطبع تدل -كما ذكرت لك- على درجة ضعيفة أو درجة قليلة من الاكتئاب المصحوب بالمخاوف.

بجانب الإرشاد النفسي السابق، أنت مطالب أن تحدد أهدافاً حقيقية في الحياة وأن تسعى لها، وأن تحاول أن تصل لهذه الأهداف، وذلك من خلال العمل المناسب، كما أنك تفكر في الزواج، ولا أرى سبباً يمنعك من الإقدام على ذلك، فقط هيئ الظروف وانظر في الإيجابيات والآليات التي توصلك لهذا الهدف.

الدواء الذي أعطاه لك الطبيب هو دواء جيد، ولكن بما أنه سّبب لك الخمول والتكاسل فسوف ننقلك إلى مجموعة أخرى، والدواء الذي أفضله في حالتك هو العقار الذي يعرف باسم إيفكسر، أرجو أن تبدأه بجرعة 37.5 مليجرام في اليوم، أي حبة واحدة، وذلك لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى 75 مليجرام واستمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم خفضها إلى 37.5 مليجرام لمدة شهر، ثم بعد ذلك خفضها أيضاً إلى 37.5 مليجرام يوماً بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناوله.

هذا إن شاء الله يفيدك كثيراً ويزيل هذه الحالة الاكتئابية عنك، كما أرجو أيضاً أن تحاول ممارسة الرياضة، وأن يكون ارتباطك بالمسجد وصحبة المسجد قوية، هذه إن شاء الله فيها خير كثير لك، وهي نوع من التأهيل النفسي الاجتماعي المطلوب، حتى يتمتع الإنسان بصحة نفسية جيدة.

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً