الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمي تعمل دون رضا أبي ونحن نساعدها بإخفاء ذلك، فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلة بين أمي وأبي منذ سنوات؛ فمنذ أن كنت طفلاً حتى الآن، كانت تريد أن تعمل كمعلمة في مدرسة.

في البداية كان أبي موافقاً على ذلك، وقد ذهبت أمي إلى مدرستين مختلفتين، ولكنها لم تكمل في كلا المدرستين لأسباب مختلفة، لا أعلمها بالتحديد، وبعدها لم يعد أبي يوافق على ذهاب أمي للتدريس، ولكن أمي كانت لا تزال تريد التدريس؛ لأنها تحب المهنة، فكانت تأخذنا أنا وأخي إلى بيوت أحد معارفها لإعطاء أطفالهم الدروس الخصوصية، بينما يكون أبي في العمل، ولا يدري عن ذلك شيئًا، وعندما كان يكتشف ذلك فإنه يغضب جداً، وأحياناً يضربها، وكان يسب ويلعن من تعمل على تدريس أطفالهم، ولم يكن يعلم من هم!

لقد كانت أمي تفعل ذلك بسبب المصروف المنخفض الذي كان أبي يعطينا إياه، والذي لم يكن يكفينا.

في السنة الماضية اقترحت أمي عليه التدريس في المدرسة مرةً أخرى، ولكن أبي رفض، فاقترحت عليها الذهاب خفيةً إلى المدرسة بينما يكون هو في العمل، وكانت تفعل ذلك في أيام عمله، بينما في أيام عطلته لم تكن تذهب، وكان أبي سيكتشفها مرات عديدة، ولكن كنت أنا وأخي نخفي عنه أمرها، ونسترها لتتجنب كشف أبي لها.

لا زالت أمي إلى اليوم تعطي دروسًا خصوصيةً، بينما أبي لا يحب تغيير رأيه أبدًا، ولا يعترف أبدًا أنه مخطئ في شيء، فمن منهما على صواب؟ وماذا علي أن أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علاء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وبعد:

نتفهم مشاعرك، وحديثك، وما وقعت فيه وأنت صغير، وما أنت متحير فيه اليوم، ونقول لك: إن طاعة الزوج واجبة على الزوجة في غير معصية الله تعالى، وعليه فطاعته في عدم خروجها من البيت واجبة، والأصل أن النساء مأمورات بلزوم البيوت، ومنهيات عن الخروج من غير ضرورة أو حاجة.

قال تعالى: (وقرن في بيوتكن) [الأحزاب: 33]، وقال القرطبي -رحمه الله-: معنى هذه الآية الأمر بلزوم البيت، وإن كان الخطاب لنساء النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد دخل غيرهن فيه بالمعنى.

وعليه: فخروج الوالدة -حفظها الله- فيه مخالفة لأمر والدك، ولا يجوز شرعًا، وكان الأولى بالوالدة أن تتفاهم مع الوالد، ولا تخرج من البيت، ولا تضطركم إلى التورية، أو الكذب، حتى لا تحدث المشاكل في البيت.

أخي الكريم: بالطبع نحن نتفهم مقصد الوالدة -حفظها الله-، وأنها تريد مساعدة الوالد في ما تقدر هي عليه، حتى لا تضيف عليه أعباءً هو غير قادر عليها، ولكن النية الصالحة لا تصلح العمل الخاطئ.

لذا نرجو منك أخي الجلوس مع الوالدة، وتبيان هذا الحكم لها، فإما أن تتوافق مع الوالد على العمل خارج المنزل، أو داخل المنزل إن كان متاحًا، فإن أصر ورفض الأمرين، فيمكنها أن تفهم منه الأسباب؛ فلعل لديه بعض العوائق التي إن أمكنها إزالتها تيسر الأمر، فإن فشلت كل المحاولات، فلتجلس في بيتها، ولا تخرج عن كلامه.

نسأل الله أن يحفظكم بحفظه، وأن يذهب ما بين والديك، وأن يفرج همكم، وييسر أمركم، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً