الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي عصت أمري وخرجت لتمكث بيت أهلها!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أنا أعمل في مكان بعيد، بدوام 4 أسابيع عمل، مع 4 أسابيع عطلة، انتقلت للعيش بجانب منزل أهل زوجتي، على بعد 200 كم، بعد عدم تحملها المكوث في المنزل مع عائلتي، رغم سكني بطابق منفرد.

قمت بعمل قرض بنكي، واشتريت منزلاً منفرداً، وكنت أسمح لزوجتي بالمبيت مع أهلها في منزل والدها عند غيابي، لكن مؤخراً لاحظت تغيراً واعتلاءً في معاملتها معي، علماً بأن زوجتي طبيبة نساء، وعفيفة، وأنا متعلق بها، والحمد لله.

المشكلة بدأت عندما أمرتها بالمبيت بالمنزل، والمكوث به، وزيارة والديها عند الحاجة، واستئذاني عند الخروج، فلم تتقبل الأمر، وعارضتني بشدة، واتهمتني بأني أحاول الانتقام من أمها؛ ما دفعني إلى تهديدها بالطلاق إن باتت بدون إذني.

الآن أنا بعملي، وهي تقول لي: لقد أخذت أغراضي وستبقى في منزل والديها، لدينا بنتان، أحبهما كثيراً، وأحب زوجتي أيضاً، لكن كرامتي واحترامي فوق كل شيء، ولم أعد أعرف ما العمل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رمزي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان.

قيل قديماً: (إذا أردت أن تطاع فاطلب المستطاع)، وقد ذكرت أن المشتركات بينك وبين زوجتك كثيرة، وهي و-الحمد لله- دينة وخلوقة، وعندك منها أولاد، وهي فوق ذلك طبيبة، وأنت تعلم -يا أخي- أنه من الصعب أن تعيش المرأة في مكان وحدها مع بناتها في غياب العائل، فإذا أضفنا ذلك عملها وما يفرضه عليها من احتباس الوقت، لأدركنا صعوبة البقاء وحدها، خاصة في وجود بنات.

لذا لم يكن القرار -أخي- موفقاً، بل ربما خرج وأنت غاضب، ولو تفكرت وأنصفت لعلمت ذلك، ولأجل ذلك ننصحك بما يلي:

1- الحديث إليها مباشرة، وإخبارها أن الكلام خرج منك وقت غضب، وأنك مدرك صعوبته، وأنك وإن كنت غير راض عن الأسلوب الذي تحدثت به، إلا أن وجودك في غيابي عند أهلك هو الأفضل لك، الحديث هكذا فيه اعتذار لا يقلل من قامة الرجل، وفيه كذلك تلميح لها بأن أسلوباً آخر يمكن أن يتبع عند الاختلاف.

2- إن صعب عليك هذا الأمر فننصحك بالحديث إلى رجل صالح عاقل تثق في ديانته وأمانته، ورجاحة عقله، بحيث يتدخل في المشكلة، دون أن يخبرهم أنك طلبت منه ذلك، وأن يخلص إلى ذات النتيجة السابقة.

الأخ الكريم: نصيحتنا لك ألا تجعل الوقت يطول والمشكلة قائمة، لأن في إطالة الوقت تضخيم للمشكلة، واستحضار لغيرها، وهذا ما لا نريده.

نسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً