الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يمكن للعلاج السلوكي أن يساعد في تحسين حياة المريض؟

السؤال

السلام عليكم

بداية: أود شكر كل القائمين على هذا الموقع المبارك، وجزيل الشكر لكل المجيبين على سؤالي السابق.

ومتابعة للحالة التي طرحتها في السؤال السابق؛ فأود شكر الدكتور محمد، وأرجو أن تكون استشارته قد آتت ثمارها، ولكني الآن أطلب من حضرته أن يعطي مزيدًا من التركيز للعلاج السلوكي لهذا المريض، فالذي يظهر لي -وإن كنت لم أفهم تلك الحالة جيدًا- أن تلك الحالة التي أصابته -وإن كانت تتبدل-، إلا أنها ورثت له شيئًا من الخوف والتوتر، ظلا يعملان كوقود لتلك المشاكل مهما تغيرت أشكالها.

والذي يظهر لي أن هذا الأمر قائم على المقارعة والمغالبة، فإن هو لم يمنع حدوثها من البداية، تفشت وصارت تساوره في أغلب الأحيان، هذا ما أظنه، إذًا كيف نستعمل العلاج السلوكي في التعامل؟ فهو يود أن يعمل، ولا يريد أن يتشتت.

بالنسبة للعلاج الدوائي: فأود أن أحيطكم علمًا بأنه قد غير عقار الأبيكسيدون لأن أعراضه الجانبية تشق عليه، وتعرقل حياته خصوصًا، إذا ما تداخل دوائيًا مع العقار الآخر، وقام باستبداله بعقار كلوزابين؛ لأنه -فيما أعلم- يقوم بذات الوظيفة وأعراضه أخف، كما أنه يساعده على النوم، وهو أمر لطالما احتاج إليه.

وجزيل الشكر لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في إسلام ويب، وأشكرك -يا أخي- مرة أخرى على اهتمامك بأمر هذا الشاب، الذي أسأل الله له العافية والشفاء.

بالنسبة للعلاج الدوائي، وعقار (كلوزابين clozapine) فهو علاج تخصصي جدًّا، ويستعمل في حالات خاصة، ولا بد أن يكون تحت الإشراف الطبي المباشر.

ودواء clozapine له أعراض كثيرة، وأعراض شديدة نسبيًا، ولا نعطيه لأي إنسان لديه أي نوع من الفكر، أو الأفعال، أو الطقوس الوسواسية، فـ(عقار clozapine) دواء مضاد للذُّهان، وقد يزيد من الوساوس.

فيا أخي الكريم: هذه الخطوة يجب أن نتوقف عندها، وأفضل الأدوية طبعًا لعلاجك -كما ذكرنا سابقًا- هو عقار (Risperidone ريسبيريدون) أي (ابيكسيدون Apexidone)، وإن شقَّت عليك الأعراض الجانبية، فيكون الخيار الآخر هو عقار (Aripiprazole اريبيبرازول)، والذي يُعرف باسم (Abilify ابيليفاي) بجرعة تصل من 10 إلى 15 مليجرام، وإن حصل له العرض المعروف بالتململ الحركي، ففي هذه الحالة يُعطى عقار (Inderal انديرال).

أخي الكريم: خطوات تغيير الأدوية، هذه يجب أن تتم تحت الإشراف الطبي المباشر، أن يُعطى هذا الشاب أو يبدأ في تناول (عقار clozapine)؛ هذه قفزة طبية، وكبيرة جدًّا، نحن كأطباء كثيرًا لا نملك الشجاعة أن نبدأ (بعقار clozapine) في بعض الحالات؛ لأن عقار clozapine له بروتوكول علاجي خاص جدًّا، ودائمًا نبدأ clozapine للمريض بعد أن نُدخله الوحدة الداخلية على الأقل لمدة أسبوعين لإجراء الفحوصات المطلوبة ومراقبة مستوى الدم الأبيض، وكذلك وظائف القلب.

فيا أخي الكريم: أرجو أن تُلاحظ ما ذكرته لك، وأنا أحببتُ أن أبدأ (بعقار clozapine)، لأنه هو المهم الآن في هذه حالة.

كما ذكرت سلفًا هذا الشاب من الواضح أن حالته تندرج تحت الحالات النفسية التي تطورت، انتقلت الحالة من أعراض إلى أعراض أخرى، إلى أن وصلت الأعراض إلى قمتها، بأن تكون ذُهانية مثلًا، وهذه الحالات معروفة، ونحن دائمًا نقول إنها يجب أن تراقب مراقبة طبية نفسية صحيحة مباشرةً.

أخي الكريم: مرة أخرى أقول لك يجب أن يُراعى هذا الشيء؛ لأننا نريد أن تُقدَّم لهذا الشاب أطيب الخدمات وأفضلها، والتي تقوم على أسس مهنية صحيحة.

الأمر الآخر: بالنسبة للعلاجات السلوكية، هي علاجات تخصصية، وهذا الشاب حفظه الله- إذا لم تتوقف الأعراض الذُّهانية بحدتها، لا أعتقد أنه سوف يستوعب العلاجات السلوكية المتخصصة، مثل العلاج المعرفي السلوكي؛ ولذا نحن نقول إن علاجاته السلوكية تكون في الأطر العامة، الأطر الحياتية العامة، وهي:

- أولًا: تنظيم الوقت، وهذا يمكن أن تجلس معه -أخي الكريم- وتضع جدولاً زمنيًا يوميًا لحُسن إدارة الوقت، هذه نقطة أساسية.

- الأمر الثاني هو: أن يلتزم هذا الشاب بالواجبات الاجتماعية، من تواصل مع الآخرين، والقيام بالواجبات الاجتماعية، والتفاعل الأسري الصحيح.

- الأمر الثالث هو: ممارسة الرياضة وممارسة تمارين الاسترخاء(2136015)، هذه أيضًا تندرج تحت العلاج السلوكي، وطبعًا الإنسان سلوكيًا هو عبارة عن أفكار ومشاعر وأفعال، نساعده ليجعل دائمًا أفكاره إيجابية، وكذلك مشاعره، وكذلك أفعاله.

هذه تقريبًا هي السلوكيات الحياتية المطلوب لأن تُؤدي بالارتقاء بالصحة النفسية، وهي مطلوبة في جميع الحالات طبعًا، لكن في حالة هذا الشاب -على وجه الخصوص- أعتقد أنها ستكون بدايةً جيدة جدًّا إذا استطاع أن يلتزم بها.

هذا هو الذي أود أن أذكره، بارك الله فيك -يا أخي الكريم- وجزاك الله خيرًا على الاهتمام بهذا الشاب، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً