الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطيبي مصر على الطلاق بسبب خطأ واحد، فكيف أصلح الأمر؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تم عقد قراني من شاب ملتزم دينيًا، وأمرني بلبس النقاب، ولم أمانع من ذلك، ولقد حصل بيننا نكاح دون علم والدتي، ووعدني بأنه سوف يأخذني للعيش معه بعد انتهاء مدة الخطبة، ولكني ذات مرة قمت بإزالة النقاب مرة واحدة فقط، وبالأمس صارحني أنه رأى في منامه أني أزلت النقاب عن وجهي، وحلفني هل فعلت ذلك؟ فأقررت بذنبي واعتذرت له كثيرًا، وقلت: إني نادمة، وهو مصر على الطلاق، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ولاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال.

وأتمنى أن أكون قد فهمت السؤال، البداية كانت بقولك: لقد تم عقد قراني، إذًا أنت متزوجة بهذا الشاب طالما تم عقد قرانكما، ولكنك أشرت بعدها إلى أنه سيأخذك للعيش معه بعد انتهاء مدة الخطوبة، والأصل أن الخطوبة سابقة للعقد، وإذا عقد عليك فأنت زوجته ولست خطيبته.

وعلى كل حال أرجو طاعة زوجك فيما يأمرك به من الطاعة لله تبارك وتعالى، وإذا كان الشاب قد عقد عليك، لكنه لم يعلن الزفاف، ولم يعلن الدخول، فليس من المصلحة أن تمكنيه من نفسك، وهذا الذي حصل، ولا بد من إشهار وإعلان الزواج، والاهتمام بهذا، كان عمر يضرب على نكاح السر، فلا تسمحي له أن يقترب منك إلا إذا قام بمراسيم الزواج، وحتى لا يقع مثل هذا الإشكال.

وأتمنى أن تعتذري له، وقبل ذلك تتوبي إلى الله تبارك وتعالى، وذكريه بأنك تائبة وراجعة إلى الله تبارك وتعالى، ولا مانع من أن تذكريه بالذي حصل بينكما! وينبغي له أن يراعي ذلك، وحتى تكملا هذا المشوار، ونحن نرفض حقيقة ما حدث، بإزالتك للنقاب؛ لأن هذا مطلب شرعي، ويزيد الأمر أهمية عندما يكون ذلك رغبة الزوج، ولا نؤيد فكرة أن يحلفك، ولا فكرة أن تفعلي الأشياء التي لا يحبها من ورائه.

ونسأل الله أن يعينكما على تجاوز هذه الأزمة، ونعتقد أن هذا ليس سبب كافيًا للطلاق، خاصة الذي فهمناه من السؤال، أنك لا تزالين بعيدة عنه، فالرجل يتحكم في زوجته، وبعد ذلك تسير بالطريقة التي يريدها، طالما كان يريد الطاعة لله تبارك وتعالى، فعندها ينبغي أن تطيعه عندما تكوني عنده.

ولذلك الحل أن تعجلا بإكمال المراسيم، وأن يعلن الزواج، ونوصيك بالالتزام الكامل بالنقاب، وكل ما يأمرك به من الأمور الشرعية، نسأل الله أن يعينكما على تجاوز هذه الأزمة، ونقترح عليك أن تكرري الاعتذار، وتجتهدي فيه مع مزيد من الالتزام بالنقاب واللباس الشرعي، ونسأل الله لنا ولكما التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً