الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرفض الزواج لخوفي من المنطقة الحساسة، فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عندي مشكلة خاصة، ولا أجد أحدًا لأتكلم معه فيها لكي ينصحني.

أنا فتاة في عمر 17 سنة، وبدأت عائلتي تفكر في تزويجي، ولكني أرفض باستمرار بحجة الدراسة، ولكن السبب الحقيقي هو أني أخاف بشدة من منطقة الفرج، حتى أني لم أنظر لها من قبل من شدة الخوف، ولا أعرف السبب! بحثت كثيرًا عن الموضوع ولم أجد تفسيرًا أو حلًا للمشكلة، وبدأ الأمر يؤثر عليّ من عدة نواحي نفسيًا وصحيًا، حيث إنني لا أنظف المنطقة جيدًا، ولا أزيل شعر العانة إلا نادرًا ومن الأمام فقط!

وصرت أخاف أنني لا أنظفها جيدًا، وقد يكون وضوئي غير صحيح؛ لأني غير طاهرة! وأصبح الأمر شغلي الشاغل، وأفكر فيه طوال الوقت، ما لحل لهذه المشكلة؟ علمًا أني حاولت أن أجد أخصائياً نفسياً ولم أجد أي أحد للاستعانة به، وأحيانًا أتمنى الموت؛ لأني لا أرغب بتنظيفها، أو الزواج في وقت لاحق.

أتمنى أن تفيدوني في مسألتي؛ لأني صرت أخشى أن ما أفعله يغضب الله، على الرغم من أنه يحدث رغمًا عني، وحاولت كثيرًا التعوذ من الشيطان.

وشكرًا، بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ابنتي الغالية: من سنن الفطرة في الإسلام فيما يخص النساء حلق العانة، ونتف الإبط، وقص الأظافر، والغسل بعد الجنابة، والغسل من الدورة الشهرية، وهي أمور مستحبة للنظافة أمرنا بها الإسلام؛ لتجنب ما قد يحدث من التهاب، ونفور من أحد الزوجين تجاه الآخر، والدين الإسلامي دين فطرة ونظافة من الطراز الفريد، وترك شعر العانة والإبط فيه ترك للفطرة، وجلب للتلوث، خصوصًا مع كل دورة شهرية.

ويمكنك التحدث إلى والدتك بهذا الخصوص، فالوالدة هي من تعلم ابنتها طريقة استعمال الفوط الصحية، وطريقة إزالة الشعر، والطريقة البسيطة والطبيعية والتي اعتادت عليها أمهاتنا وجداتنا هي إزالة الشعر بالحلاوة الطبيعية، وهي موجودة في الصيدليات والمحلات، ويمكن تصنيعها في البيت إذا أردت ذلك، ومع استخدام الحلاوة فإن كثافة الشعر وسمكه يقل تدريجيًا في كل علمية نزع، ويصبح الأمر سهلًا مع مرور الوقت، بخلاف موس الحلاقة الذي يزيد من كثافة الشعر وسمك الشعر مرة بعد مرة.

ولا خوف مطلقًا على البكارة من إزالة الشعر، حيث إن غشاء البكارة يبعد عن مدخل الفرج بحوالي 2 سم، ولا يتأثر مطلقًا بنزع الشعر، والزواج فرض من الله تعالى، قال تعالى في القرآن الكريم: (وَأَنكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ۚ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).

والأيامى جمع أيم، وتطلق على الذكر والأنثى، وهو من لا زوجة له، أو من لا زوج لها، والزوج يريد أن تكون زوجته نظيفة، كما أن الزوجة تريد أن يكون زوجها نظيفاً، ومخالفة ذلك هو مخالفة للفطرة، وفي الزواج عفة، وسكن، ومودة، واستمرارية لخلق الله ومراده، ولعبادته، قال تعالى في كتابه الكريم: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون).

وندعو الله لك -بنيتي- بالصحة والعافية والزواج والذرية الصالحة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً