السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ابنتي عمرها 6 سنوات، من فضل الله علينا أن فيها الكثير من الصفات الطيبة والهدوء، هي الآن في السنة الأولى من المرحلة الابتدائية، لا أستطيع قياس ذكائها جيداً فأحياناً تشعرني بأنها ذكية وأحياناً أخرى يذهب الذكاء تماماً، وأظن أن مستوى ذكائها بوجه عام متوسط، ولكن المشكلة في مستوى تركيزها في المذاكرة والاستيعاب، والمشكلة الأخرى في النسيان السريع جداً، بدأنا تحفيظها القرآن عن طريق محفظة منذ سنتين ونصف وحتى الآن لم تنته من النصف الأول من جزء تبارك وتنسى باستمرار السور الطويلة من جزء عم، قد يكون هذا تقصيراً منا في المراجعة معها أحياناً ولكنها عند الضغط عليها قليلاً -بدون عصبية- تفقد التركيز تماماً وتمحى ذاكرتها وكأنها لم تحفظ أو تتعلم أي شيء.
مشكلتها الأخرى أنها ملولة جداً، تشكو منها بعض مدرساتها بسبب عدم تركيزها ووجود أي شيء يلهيها بصفة شبه دائمة .. ونحن كأب وأم مثلنا مثل معظم الآباء والأمهات يأتي وقت للحب والعطف ويأتي وقت للعصبية وعدم التحكم في النفس حينما نتعامل معها ولكن هذه العصبية لا تتحول إلى ضرب إلا نادراً ويكون ضربا خفيفا، ومعظم الوقت يكون العقاب بالحرمان مما تحب.
نحن لا نتوقع أن تكون ملكا من ناحية التدين والأخلاق أو من العباقرة من ناحية التعلم وإن كان هذا من أمانينا بالطبع .. ولكننا نحاول جاهدين أن نعلمها، وأن نزرع فيها الآداب والمنهج الإسلامي الصحيح، ولا أدري هل حملناها أكثر مما تتحمل فأصبناها بعقدة نفسية!! أدعو الله أن لا يكون هذا هو السبب وأن ينير بصيرتنا وبصيرة كل أب وأم لما فيه خير لأولادنا.
وسؤالي: هل ذكاء الطفل وتركيزه يتأثر بحالة نفسية معينة؟ وكيف نستطيع حل مشكلة التركيز على الأقل إن قبلنا بأن الذكاء متوسط ولا تستطيع الطفلة تقديم شيء أكثر مما تقوم به؟ مع العلم أن ابنتنا في معهد أزهري خاص، والمواد التي تدرسها كثيرة مما يجعلنا أحياناً نشفق عليها، ولكن مشكلة التركيز موجوده حتى لو قللنا وقت المذاكرة وتركناها تلعب .. أفيدونا جزاكم الله خيراً.