الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر دائماً أنني أفضل من خطيبي!!

السؤال

أنا مخطوبة منذ حوالي ثمانية أشهر، خطيبي متدين، ويوجد تكافؤ اجتماعي وعلمي بيني وبينه، إلا أنني أشعر دائماً أنني أفضل منه.

علماً أنه يكبرني بثلاث سنوات، لكن ربما خبرته في الحياة قليلة جداً، ففي مواقف كثيرة حصلت لا يجيد التصرف، كنت أنبهه دائماً، وأوجهه للتصرف السليم، وقعت مراراً مشاكل بسبب هذا الأمر، وحاولت فسخ الخطوبة مراراً، لكني أعود بعد إقناع من حولي بأن خبرته في الحياة لا تزال قليلة، ويخوفوني بأني لن أجد أفضل منه! وبحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه).

لا أدري ما أفعل؟ أحياناً أجد نفسي أني لا أطيق الصبر عليه، ما العمل؟ علماً أنني أيضاً لدي مشاكلي.

أشعر من الآن أن مسئوليتي ازدادت كثيراً.
وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ب.إ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنك لن تجدي رجلاً بلا عيوب، كما أنك لست خالية من العيوب، والمرأة تكمل الرجل وهو يكملها فهو شقيقها فالنساء شقائق الرجال، فإذا كان صاحب دين ووجدت في نفسك ميلاً إليه، وأهلك يرونه مناسباً فلا تتردي في إكمال المشوار.

واعلمي أن الله سبحانه يقول: ((وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ))[البقرة:216]، ويقول: ((فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا))[النساء:19]، ولذلك فنحن ننصحك بالنظر في الإيجابيات وتضخيمها واعلمي أن الأمر كما قيل:

كفى بالمرء نبلاً أن تعد معايبه، ومن الذي ما ساء قط؟ ومن له الحسنى فقط؟
وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث، وطوبى لمن انغمرت سيئاته في بحور حسناته.

وكم تمنينا لو ضربت لنا نماذج من نقاط الخلاف، والمواقف التي شعرت أمامها أنه كان ضعيفاً؛ حتى تتضح الصورة لنا؛ فإن حصول ذلك مما يساعدنا في الحل.

وأرجو أن تعلمي أن الرجل المتهاون تناسبه امرأة حريصة، وأن الرجل المسرف تناسبه امرأة مدبرة، وهكذا فالمطلوب هو التكافل وتوزيع الأدوار وتقديم التنازلات ليكون اللقاء في الوسط.

أما بالنسبة لشعورك أن هناك مسئوليات كبيرة في الانتظار؛ فإن هذه نقطة ستكون فيها فوائد لك وله.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، مع ضرورة أن لا تعطي فرصة للتدخلات في حياتك، وحافظي على شخصية زوج المستقبل، وشجعيه على اتخاذ مواقف؛ وسوف يحصل لك ذلك بتوفيق الله ثم بمساعدتك له.

ونسأل الله لكم التوفيق والهداية والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً