الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرغبة في الرجوع إلى الصلاح بعد الانتكاسة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب التزمت قبل عام، وكان إيماني متنامي، ولكن بدأ التدهور حتى وقعت في النظر إلى النساء ثم الصور الإباحية ثم العادة، وآلمني ذلك كثيراً، وأعزم على عدم العودة والبحث عن الحل ولكني أعود مرة أخرى.

وقد فقدت الخشوع تماماً، وضيعت النوافل ثم الرواتب وهجرت القرآن وصعبت علي الأذكار، وتركت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكثيراً مما فقدته من الطاعات، وأريد الرجوع إلى الله، ولكن المعاصي والشهوات تكبلني. فأرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن معرفتك لسبب الخلل والانتكاس هو أول وأهم وأكبر خطوات التصحيح بعد الاستعانة برب الناس، فتعوذ بالله من الشيطان الخناس، واعلم أن مراقبة الله هي الأساس.

وقد أسعدتني رغبتك في الرجوع، ونبشرك بأن باب التوبة مفتوح، ورحمة الله تغدو وتروح، بل إن ربنا العظيم يفرح بتوبة عبده حين يتوب إليه، ولن يعدم الناس من رب كريم رحيم يفرح بتوبة عباده خيراً، وسوف تلاحظ التغير الكبير بمجرد العودة إلى ربنا القدير.

أما بالنسبة لما ذكرت من فقدك للخشوع بعد تأخرك في النوافل ثم الفرائض حتى وصل بك الأمر إلى التقصير في الأذكار وتركك الأمر بالمعروف وغير ذلك فهي نتائج طبيعية للمعاصي، وأرجو أن ينتبه الجميع لخطورة التوسع في النظر المحرم
كل الحوادث مبداها من النظر ** ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فعلت في نفس صاحبها ** فعل السهام بلا قوس ولا وتر

كما أرجو أن يلاحظ الجميع كيف أن الشيطان يستدرج ضحاياه ويأخذهم خطوة خطوة، ولذلك كان النهي عن اتباع خطوات الشيطان، كما أنه يتأكد من خلال ما حصل معك خطورة إطلاق البصر، وكون هذه الحاسة هي أقرب الحواس إلى القلب، وأن النظر سهم مسموم، والسهم المسموم يفسد سائر البدن، كما أن النظرة المحرمة تفسد القلب الذي هو ملك الجوارح، فإذا صلح الملك صلحت الجنود، وصدق الصادق المصدوق في قوله: (ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب).

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بضرورة التعجيل بالتوبة، وأرجو أن تغض البصر واشغل نفسك بالمفيد وبتلاوة كتاب ربنا المجيد، وابحث عن من يذكرك رؤيته بالله، وتجنب الوحدة فإن الشيطان مع الواحد، وقلل من الأكلات الدسمة، واستخدم وقتك في العلم والهوايات النافعة، نسأل الله أن يكتب لك العافية.

ويمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول أضرار العادة السرية: (2404- 3858-24284-24312-260343)، وكيفية التخلص منها لمن ابتلي بها: (227041-1371-24284-55119)، والحكم الشرعي للعادة السرية: (469- 261023 - 24312).

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً