الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أدوية الاكتئاب والحاجة إلى فترات زمنية طويلة من أجل إعطاء الفعالية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من الاكتئاب، والانطوائية، والرهاب، وأستخدم (فيلوزاك 20 مجم) بقي لي عشرة أيام، ولكن لا أتحسن بصورة ملحوظة، فما زلت أعاني من التوتر والقلق عندما أحدث الناس، فهل هذه فترة كافية للحكم على الدواء؟ وكم المدة التي أستطيع من خلالها أن أحكم عليه؟
شكراً جزيلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلا شك أن الأدوية أصبحت الآن تمثل جوهر الكثير من الحالات النفسية، ومنها الاكتئاب والرهاب بجميع أنواعه.

شروط فعالية الأدوية تعتمد على أن تكون الجرعة صحيحة، وأن يكون هنالك انضباط شديد جدّاً في تناول الدواء في وقته، وأن يكمل الإنسان مدة العلاج.
الفلوزاك من الأدوية الممتازة جدّاً، وفعاليته غالباً تبدأ في الأسبوع السادس من بداية العلاج، هذا بالنسبة لحالة الاكتئاب، أما بالنسبة لحالات الرهاب فقد يستغرق الأمر وقتاً أطول؛ لذا فمدة عشرة أيام هي مدة قصيرة جدّاً لأن يؤدي هذا الدواء فعاليته ويحدث التحسن، بل على العكس تماماً هذه الأدوية والتي على رأسها الفلوزاك كثيراً ما تؤدي إلى بعض الأعراض الجانبية التي قد تزيد الحالة في الأسبوع الأول.

كثير من الناس يأتي ويقول أن القلق لديه قد ازداد في الأسبوع الأول، وهذا يفسر من الناحية العلمية، حيث إنه تحدث حركة كيميائية شديدة جدّاً في دماغ الإنسان، بعدها تستقر الأمور ويبدأ التحسن إن شاء الله تعالى.

خلاصة الأمر هو أن تعطي الدواء الفرصة الكاملة، وأن تستمري عليه بانتظام، وأرجو أن ننبه أن كبسولة واحدة في اليوم – أي عشرين مليجراماً – لن تكون كافية لعلاج الرهاب، لابد أن ترفع هذه الجرعة إلى كبسولتين في اليوم على الأقل، وذلك بعد شهر من بداية العلاج، ويكون الاستمرار على كبسولتين إلى ستة أشهر حسب الحالة، ثم بعد ذلك تخفض الجرعة إلى كبسولة واحدة، وهذه هي الجرعة الوقائية والتي يجب أن تكون أيضاً ثلاثة إلى ستة أشهر، أو حسب ما يرى الطبيب المعالج.

إذن أيتها الفاضلة الكريمة: أرجو أن تصبري على هذا الدواء، وهذا الدواء دواء ممتاز ودواء فعال جدّاً.
في بعض الأحيان حتى نحسن فعالية الفلوزاك نضيف إليه علاجاً بسيطاً يعرف باسم (فلوناكسول)، واسمه العلمي هو (فلوبنتكسول)، هذا الدواء يعطى بجرعة نصف مليجرام- أي حبة واحدة – يومياً في الصباح لمدة شهرين أو ثلاثة. .

وجد أنه مزيل قوي جدّاً للتوتر، ويؤدي إلى الشعور بالاسترخاء، ويدعم من فعالية الفلوزاك، فإن شئت أن تتناولي هذا الدواء حسب الطريقة التي ذكرتها فهذا أيضاً سوف يكون أمراً طيباً، ولكن سيظل الفلوزاك هو العلاج الرئيسي.

أيتها الفاضلة الكريمة: لابد أن تكوني إيجابية في تفكيرك، لا تجعلي الاكتئاب يسيطر عليك ويجعلك دائماً تتخذين المواقف والأفكار التشاؤمية، لابد أن تتواصلي مع الآخرين، المخاوف والرهاب يعالج من خلال هذه الآليات، وإن شاء الله تعالى سوف تجدين نفعاً كبيراً من الدواء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً