الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تظهر علامات الدواء النفسي في الجسم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ... أما بعد:

الدكتور الفاضل محمد عبد العليم : أريد أن أستشيرك في موضوع وهو أنني في خلاف مع زوجتي لأسباب عديدة، وهي ليست ذات صلة بسؤالي هذا، زوجتي تتهمني الآن في المحكمة بأنني أتناول أدوية اكتئاب، ومن المحتمل أن أعرض على فحص طبي من قبل المحكمة عن طريق طبيب مختص، علماً بأنني أتناول هذه الأدوية منذ زمن، فقد كنت في السنة الفائتة (2010) أتناول الريميرون لمدة عام تقريباً، وبعد تغيير الطبيب المعالج تناولت سيبراليكس (20 ملغ) حبة واحدة يومياً، إضافة إلى موتيفال أيضاً حبة واحدة يومياً، وأنا - الحمد لله - الآن في وضع جيد جداً.

سؤالي هو: هل فعلاً يوجد فحص سريري يبين وجود الاكتئاب لدى أي شخص أو أنه يتناول هذه الأدوية؟ وإذا كان فحص الدم أو أي فحص آخر يبين تناول المريض لأدوية الاكتئاب ، فكم من الوقت يجب أن يمضي على إيقاف جرعة الدواء لكي لا تظهر أية نتائج أو آثار للأدوية في دم الإنسان في مثل هكذا فحوصات؟

أرجو النصيحة الخالصة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فبارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، وأسأل الله تعالى أن يوفق ما بينك وبين زوجتك؛ لأن الصلح خير يا أخي الكريم.

أما بالنسبة لسؤالك، فأنا أؤكد لك أن الاكتئاب النفسي ليس من الأمراض التي تفقد الإنسان أهليته حتى في حالات التقاضي، وليس هو منقصة أبداً ما دام الإنسان يتعالج من هذه العلة ويقوم بواجباته، فليس هنالك أبداً ما يجعل هذه الحالة أو هذا الوضع ترفع قضايا ضد الشخص الذي يتناول الأدوية المضادة للاكتئاب؛ لأن الاكتئاب يجعل الإنسان مكتئباً وحزيناً، وقد يحس بشيء من الكدر، وهذا هو الذي يسمى بالفحص السريري.

الفحص السريري يعني أن الطبيب يقوم بمقابلة الشخص الذي يعاني من الحالة ويسأله عن كل أعراضه، ويكون للطبيب أيضاً ملاحظاته فيما يخص اللغة الجسدية والإيماءات وطريقة إيصال الكلام والمعلومات، وطريقة جلسة المريض، وهذه كلها ذات قيمة كبيرة جداً لدى الطبيب، وهذا هو الذي يقصد به الفحص السريري، وعلى ضوء ذلك إذا استوفت الشروط السريرية المعروفة لدى فحص الاكتئاب فهنا يتم التشخص، وتوجد معايير عالمية ومقاييس عالمية يعتمد عليها الأطباء لتشخيص مثل هذه الحالات، فبعض الأحيان قد يطلب الطبيب من المريض أن يقوم بإجراء الاستبيانات، وهذه أيضاً لها ضوابط وقوانين قد تساعد في تشخيص الحالة، بخلاف ذلك لا توجد أي وسائل أخرى لتشخيص الاكتئاب، هنالك من تحدث عن بعض الفحوصات الهرمونية أيضاً قد تعطي بعض مؤشرات، لكن هذه لا يعتمد عليها لأنه ليس ذات جودة عالية.

الأدوية التي تتناولها وهي الريمانون والسبرالكس، وهي طيبة وسليمة وفعاليتها ممتازة، وهي ليست أدوية مخدرة، وليست أدوية تخل بتوازن الإنسان النفسي أو العقلي أو السلوكي، فيجب أن تكون مطمئناً تماماً لهذا الأمر.

أما بالنسبة لفحص الأدوية في الدم فهو يختلف من إنسان لآخر، ومعظم أدوية الاكتئاب من النوع الذي ذكرتها لا يوجد لها أثر بعد سبعة أيام من التوقف عن الدواء.

أخي الكريم: نصيحتي لك هي أنه ليس هنالك ما يمنع أبداً أن تقول للقاضي نعم أنا تناول علاجاً نفسياً، وهو علاج طبي وأعطي لي بواسطة طبيب ثقة ومؤهل - والحمد لله تعالى - وأنا الآن قد تعافيت وفي مرحلة تناول الجرعة الوقائية كما ذكر لي الأطباء، والاكتئاب النفسي ليس من الأمراض العقلية التي تخل بمقدرات الإنسان المعرفية أو العقلية، وكذلك سلوكه، وهو مرض قابل للعلاج وقابل للشفاء - إن شاء الله تعالى -.

أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً