الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يفيد استخدام منشطات الجهاز العصبي لفترة قصيرة؟

السؤال

كان لدي اكتئاب وقلق لفترة طويلة، والآن تحسنت بدرجة كبيرة بعد أن نصحتنى بالسيروكسات، ولكن بالرغم من تحسن حالتي النفسية فأنا أعاني من النسيان بشكل كبير، حتى إنه أثر على عملي، استعملت مكملات غذائية وجينسينج ونتروبيل ولم تأت بفائدة.

فهل الأدوية التي تستخدم لعلاج مرض نقص الانتباه وفرط الحركة تكون فعالة مع الأشخاص الطبيعيين الذين يستخدمونها لتحسين الذاكرة والتركيز؟ وما ترتيب هذه الأدوية من حيث الكفاءة:

- atomoxetine (Strattera)

- reboxetine (Edronax)

- bupropion (Wellbutrin

وهل استخدام منشطات الجهاز العصبي لفترة قصيرة تفيد حالتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فما دام هناك تحسن كبير في حالتك من حيث المكون النفسي، فإن شاء الله التحسن في التركيز أيضًا سوف يأتي، وحرصك على التوازن الغذائي مهم، أن تأخذ قسطا من الراحة، وأن تمارس الرياضة أيضًا له أهمية كبيرة، هذه الفعاليات والترتيبات الغذائية دائمًا نتائجها لا تكون على المدى القصير، نتائجها تكون على المدى البعيد، والقراءة تحسن التركيز، وتلاوة القرآن بتمعن وتدبر وتؤدة مفيدة جدًّا أيضًا للتركيز، وتمارين الاسترخاء نحن نرى أنها ذات قيمة كبيرة جدًّا، لكن بكل أسف الكثير من الناس لا يحافظ عليها، فأرجو أن تكون حريصًا عليها.

أما بالنسبة لموضوع الأدوية التي تعالج نقص الانتباه وفرط الحركة؟ فدواء (Strattera/atomoxetine ) هو الدواء الذي يُستعمل لهذا الغرض، أما الأدوية الأخرى فهي مضادات للاكتئاب.

سؤالك سؤال ممتاز حقيقة، وحوله كثير من النقاشات والحوارات والاتفاقات والاختلافات في المحافل العلمية، وخلاصة الموضوع أنه إذا كان هنالك بالفعل ما يدل على نقص الانتباه مع فرط الحركة، أو نقص الانتباه دون فرط الحركة، أو كان هناك تاريخ لنقص الانتباه في أثناء الطفولة، فأعتقد أنه يوجد مكان لاستعمال الـ (Strattera) وعلى العموم هو دواء سليم جدًّا ودواء له فعاليته، لكنه بطيء بعض الشيء، بمعنى أنه يتطلب شيء من الصبر ليحصل الإنسان على فائدته الكبيرة، فالذي أراه هو أنه يوجد إمكانية لاستعمال الـ (Strattera) بشرط الإيفاء بالشروط التي ذكرتها سابقًا أو أحدها.

أعرف أن هنالك من يستخدم الأدوية المعالجة لفرط الحركة وتحسين الانتباه في علاج الاكتئاب النفسي. عقار (ريتالين) - وهو معروف - يستعمله البعض، لكن حقيقة قد تكون هنالك مجازفة أو مخاطرة في تناول الريتالين في حالات الاكتئاب النفسي، لأن احتمالية التعود عليه وارد جدًّا.

هذا هو الذي أود أن أفيدك فيه، ومن ناحية ترتيب الأدوية التي ذكرتها: فالـ (Strattera) هو الأفضل، والـ (Edronax/ reboxetine) يمكن نعتبره الثاني، والـ (Wellbutrin/ bupropion) هو الثالث، هذه ربما – أي Wellbutrin و Edronax – تحسن المزاج في حالات الاكتئاب الذي يتميز ببطء الحركة وبطء التفكير؛ لأن الاكتئاب في بعض الأحيان يؤدي إلى بطء في التفكير وكذلك بطء في الحركة، فهذه الأدوية قد تؤدي إلى شيء من الحيوية.

سؤالك: هل استخدام منشطات الجهاز العصبي لفترة قصيرة تفيد؟ لا أعتقد أنها ذات فائدة، ولا أعتقد أن الدخول في مثل هذه المجازفات ننصح به، وإن كان لا بد من توجه نحو هذه المركبات فمن الأفضل أن يكون ذلك تحت إشراف طبيب، ويكون الطبيب صاحب خبرة، فالإشراف المباشر مهم جدا في مثل هذه الحالات.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً