الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما علاج الوسواس في النية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزى الله القائمين على الموقع خير الجزاء، وفرج الله عنهم كرب يوم القيامة.

كنت أعاني من الوساوس من عدة سنوات، ولكن -بفضل الله- قلت عندي جداً، فقد أعانني الله على التخلي عن جزء كبير منها، فبقي عندي وسواس النية، وقطع الوضوء أو الصلاة، فحينما أريد أن أتوضأ يأتيني تردد شديد وتشتت، فلا أستطيع البدء، وإن كلمني أحد أحس بأني قطعت النية، فهل أبدأ حتى ولو كنت على حالتي تلك مهما أحسست بأني بدون نية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ع . ح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحباً بك -أختنا الكريمة- في موقع استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا، ونحن نؤمن على ما دعوت به لنا، ونسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يذهب عنك ما تجدين من شر الوساوس، وأن يفتح عليك بخير الدنيا والآخرة.

لقد أصبت -أيتها الأخت الكريمة- حين جاهدت نفسك بالتخلص من هذه الوسوسة، ونحن ننصحك بأن تثبتي على هذا الطريق، وتستمري عليه، وخير علاج للوساوس يقلعها ويزيلها هو الإعراض عنها وعدم الاسترسال معها، فلا تعملي أبداً بما تمليه عليك الوسوسة، ولا تلتفتي لهذه الوساوس، فإذا ثبت على هذا، فإن الله تعالى سيذهب عنك شر هذه الوسوسة قريباً -بإذن الله تعالى-، وقد جرب هذا الدواء الموفقون قديماً وحديثاً فانتفعوا به غاية الانتفاع، فإذا قمت لوضوئك فاستحضري أنك تريدين الوضوء، ولا يضرك بعد ذلك إذا وسوس لك الشيطان بأنك لم تنوي، فإن النية ما دام الإنسان يعلم ماذا سيفعل وأنه يقصد الوضوء أو الصلاة لا يتصور بعد ذلك أن يكون فعل ذلك بغير نية، ومن ثم فكوني على ثقة تامة بأن وضوءك صحيح ما دمت قد قصدت الوضوء، وإذا وسوس لك الشيطان بأنك لم تنوي فاستعيذي بالله تعالى من شره، وقرري إكمال ما بقي من وضوئك، ولا تلتفتي إلى تلك الوسوسة، ووضوؤك صحيح، وإذا قمت إلى الصلاة فافعلي الشيء نفسه، فإذا وسوس لك الشيطان أنك لم تنوي لا تلتفتي لوسوسته، فإذا رأى منك الإصرار والعزيمة على المضي في هذا الطريق فإنه سييأس منك، وستجدين نفسك قد تخلصت من هذه الوساوس.

نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يتولاك، ويأخذ بيدك إلى كل خير.
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الكويت ع ع

    بارك الله فيكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً