الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما زلت أعاني من التبلد بعد إصابتي بصدمة عاطفية، أفيدوني.

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 19 سنة، قبل أكثر من 3 سنوات تعرضت لصدمة عاطفية، أصبحت أعاني بعدها من قلق وخوف وتوتر ووساوس كثيرة، وانعدام الثقة بالنفس.

استمرت معي لفترة طويلة جدًا، بعدها أصبت بتبلد في المشاعر، لا أفرح ولا أحزن، ولا أركز بدراستي مما أثر على مستواي الدراسي، فقط اشعر بثقل كبير في صدري، والرغبة بالجلوس لوحدي، حاولت جاهده للتخلص من هذه المشكلة ولكن دون جدوى.

استمريت على قراءة القرآن وأشغلت نفسي بأشياء مفيدة، دخلت نوادي صيفية، مارست هواياتي، والتزمت بالرياضة، ودخلت في مشروع تجاري ومارست أنواع كثيره من التأملات دون جدوى.

شعرت بتحسن بسيط في المزاج، ولكن ما زال التبلد مستمرا، وحالتي لا تسمح لي بزيارة الطبيب، وقد قدمت استشارة في موقع آخر ونصحوني بالبروزاك، استعملته لمدة 3 أسابيع، والآن في الأسبوع الرابع بجرعة 20، وقد رفعت الجرعة أمس إلى 40، وأشعر بتحسن بسيط في الحالة المزاجية، ولكن التبلد إلى الآن موجود.

قرأت أن البروزاك يبلد المشاعر قليلا فماذا أفعل، هل أغير هذا الدواء أم أستمر عليه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Leen حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

هذه الصدمة العاطفية التي حدثت لك وأنت في عمر 16 سنة قطعاً واقعها النفسي كبير، والذي حدث لك يماثل الفقد الكبير، والإنسان حين يفقد شيئاً عزيزاً خاصة في مثل سنك، يدخل في مرحلة الصدمة النفسية لا يصدق ما حدث، وبعد ذلك يواجه الواقع وتظهر عليه الأحزان وأعراض القلق والتوتر والوساوس، وحتى التبلد في المشاعر كما تفضلت قد يكون موجود، لكن بعد 6 أشهر يجب أن يرجع الإنسان إلى وضعه الطبيعي هذا هو التاريخ الطبيعي للصدمات النفسية خاصة العاطفية منها.

وأنت -الحمد لله- قمت بمجاهدات علاجية جيدة علاج عن طريق التأمل الإيجابي، ممارسة الرياضة، ممارسة الهوايات، الدخول في مشروع تجاري، قراءة القرآن هذا كله طيب ويجب أن تستمرين عليه؛ لأن حسن إدارة الوقت والتأهيل الاجتماعي والتأهيل السلوكي النفسي هي من الأسس العلاجية المهمة جداً.

وموضوع الشعور بالتبلد أعتقد أنه شعور وليس حقيقة، ومثل هذه المشاعر تأخذ طابعاً وسواسي في كثير من الأحيان وعليك بالتجاهل لهذا الشعور، وبالمناسبة قراءة القرآن بتدبر وتأمل تؤدي إلى طفرة في المقدرات الاستذكارية والتذكرية والتركيز عند الإنسان، فاحرصي على ذلك.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي البروزاك لا يؤدي إلى تبلد المشاعر حقيق، لكنه قد يؤدي إلى شيء من الحيادية في المشاعر بالنسبة لمرضى الاكتئاب النفسي، وأنت ليس لديك اكتئاب حقيقي إنما هو عدم قدرة على التكيف، مرضى الاكتئاب حين يتناولون مضادات الاكتئاب يحدث لديهم تحسن مزاجي جيد، لكن بعد مرحلة معينة كثيراً منهم يشتكي أن مشاعره أصبحت محايدة جداً، والبعض يصفها بالتبلد، لكنه ليس تبلد، وهذا بالفعل نشاهده مع البروزاك، أنا أعتقد أنه لو أنك انتقلت إلى الزوالفت والذي يسمى سيرترالين ربما يكون أفضل بالنسبة لك، لأنه ليس فيه هذه الخاصية، شاوري طبيبك حول هذا الأمر بالرغم من أنك ذكرت أن ظروفك لا تسمح لمقابلة الطبيب.

ويمكن أن تشاوري من وصف لك الدواء في الموقع الذي تحدثت عنه، خذي رأيهم هذا أفضل، وإذا وافق المختص بأن تستبدلي البروزاك بالزوالفت أعتقد أن ذلك جيد ولن تحتاجي إلى أكثر من حبة واحدة من السيرترالين، أو الزوالفت تكون البداية 25 مليجراما أي نصف حبة يومياً لمدة 10 أيام، بعد ذلك تجعليها حبة كاملة لمدن 6 أشهر مثلاً، ثم تخفضيها إلى نصف حبة 25 مليجراما يومياً لمدة أسبوعين ثم تجعليها 25 مليجراما يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين ثم يمكنك التوقف عنه.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً