الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تداويت للتخلص من الاكتئاب ولكن لم أشعر بالتحسن.

السؤال

السلام عليكم.

أنا أعاني من حالة نفسية مرهقة جداً، مكئتب دائماً غير سعيد، ولا شيء يوصلني للسعادة حتى عندما أريد شيئاً وأصل إليه أفقد المتعة فيه تماماً، شخص طبيب حالتي بأنها اكتئاب متوسط الشدة ووصف لي الزولف عيار ٥٠ حبة مساءً، في البداية أحسست بنشاط وتحسن نوعاً ما، وبعدها اختفى التحسن وعدت إلى ما كنت عليه.

الطبيب رفع لي الجرعة من زولوفت إلى ١٠٠صباحاً، ولكن مع الأسف لم أحس بأي تحسن، علماً أني منتظم على الدواء منذ ستة أشهر وأذهب إلى جلسات المعالجة السلوكية المعرفية حسب نصيحة الطبيب، ولكني أحس بأني بحاجة لدواء يريحني من الاكئتاب والهم والحزن المسيطر علي.

نصحني بعض المعارف من الأطباء بمشاركة الزولوفت مع دواء آخر، ولكني أخاف أن أتعود عليه، وأخاف الأعراض الجانبية، علماً أني مع الزولفت لا أعاني من أي عرض جانبي.

أفيدوني ولكم كل الشكر والامتنان والدعاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ داني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الاكتئاب فعلاً متوسط الشدة مع الدواء يحتاج إلى علاج سلوكي معرفي، وحسنًا أنك ذهبت إلى طبيب نفسي، وبدأ معك بعلاج الزولفت، وتحسنت عليه لفترة، ورفع الجرعة، ولكن لم يحصل تحسّنًا.

المهم أن تواصل مع هذا الطبيب، لأنه على الأقل أجرى لك تقييمًا وعرف حالتك. أمَّا نحن فنحن نقوم بالنصح ويجب أن تحمل نصحنا هذا إلى الطبيب وتستمر معه في المتابعة أخي الكريم.

بخصوص العلاج السلوكي - وأنا هنا أركز على العلاج السلوكي المعرفي – هو فعّال جدّا، لكن يحتاج إلى عاملين: العامل الأول: يجب أن يكون المعالج النفسي ذو كفاءة عالية ودراية بهذا النوع من أنواع العلاج، لأن كفاءة المعالج النفسي مهم في العلاج السلوكي المعرفي، ليس كالدواء تأخذه أنت ويقوم العمل من تلقاء نفسه في داخل الجسم، الكفاءة هنا مهمة.

ثانيًا: جلسات السلوك المعرفي قد تطول، يعني تتراوح من 15 إلى 20 جلسة، بمعدل جلسة أسبوعيًا، لمدة خمسين دقيقة.

هناك أدوية أخرى غير الزولفت، آثارها الجانبية قليلة، ويجب أن تكون من فصيلة أخرى أخي الكريم، وأنا مثلاً أقترح الـ (فينلافاكسين Venlafaxine) أو الـ (البرستيك Pristiq)، وهو أيضًا من فصيلة الفلافاكسين.

جرعة الفلافاكسين خمسة وسبعين مليجرامًا، والبرستيك خمسين مليجرامًا مع الزولفت، يجب أن تحمل هذه المقترحات إلى طبيبك وتواصل معه.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً