الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاستمرار على الريمانون لمدة ستة أشهر للتخلص من القلق

السؤال

كنت أعاني من القلق مساءً، وعدم النوم من التفكير والاكتئاب أحياناً، علماً بأن وزني كان ناقصاً، فأخذت ريمارون حبة كل يوم مساء منذ شهرين، وأنا الآن زاد وزني وأصبح أفضل بكثير، وذهب عني موضوع القلق وعدم النوم، وأصبحت هادئاً في التفكير بعيداً عن التوتر والقلق السابق.

ومنذ شهرين وأنا آخذ الريمارون (حبة مساء)، وكنت سأستمر عليه حتى 6 أشهر، فمتى أقلل الجرعة؟ ومتى أقلع عنه؟ وهل عندما أقلع عنه سيقل وزني حتى يصبح كما كان، أم أنه سيقل قليلاً؟ وهل سيعود القلق وعدم النوم بعد الإقلاع عنه مباشرةً، أو بعد حقبة من الزمن، أم أن حالتي ستستقر؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً، فإني أشعر بتحسن حالتي، وأرجو من الله أن يديم علي النعمة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن الأعراض الجسدية التي أصابتك - وهي نقصان الوزن، وكذلك عدم النوم – هي من صميم الأعراض البيولوجية لمرض الاكتئاب النفسي، وذلك بجانب القلق والتوتر الذي كنت تعاني منه، وبفضل من الله تعالى حين تناولت الريمانون زال القلق، وتحسن مزاجك، وتحسنت الأعراض البيولوجية أيضاً، بمعنى أن نومك قد أصبح أفضل، وأصبح وزنك يزيد على المعدل السابق.

أما بالنسبة لمدة العلاج، فهنالك شبه إجماع بين مدارس الطب النفسي المختلفة أن مدة تناول الدواء يجب ألا تقل عن ستة أشهر، وهذه المدة هي المدة المتوسطة لمعظم حالات الاكتئاب المتوسطة، بشرط أن تكون هذه هي النوبة الأولى، أما إذا كانت هنالك نوبات سابقة، فيجب أن يكون مدة العلاج سنة إلى ثلاث سنوات.

بما أنني أفترض أن هذه هي النوبة الأولى التي تصيبك، فإني أقترح أن تستمر على الريمانون بجرعة حبة واحدة مساءً لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك تخفض الجرعة إلى نصف حبة مساءً لمدة شهر، أي: تكون المدة الكاملة للعلاج والتوقف عن الدواء هي سبعة أشهر.

أما بالنسبة لوضع وزنك بعد التوقف من الدواء، فإنه سوف ينخفض قليلاً بعد التوقف عن الدواء، وهذا يحصل بصورة تلقائية، أما إذا كنت تمارس الرياضة، واستطعت أن تنظم كمية الطعام الذي تتناوله وكذلك نوعه، فبالطبع سيكون لذلك عائداً إيجابياً، بمعنى أن الوزن سوف يقل أكثر.

إن شاء الله تعالى لن يعود إليك القلق مرة أخرى، وسوف يكون نومك منتظماً، ولضمان ذلك ولتدعيم ذلك يجب أن تطبق من الآن الآليات الأخرى غير الدوائية لعلاج الاكتئاب، ومنها بالطبع أن تكون إيجابياً في تفكيرك، وأن تكون فعَّالاً في عملك، وأن تتواصل اجتماعياً، وأن تمارس الرياضة، وأن تحسن إدارة وقتك، وأن تكون حريصاً على عباداتك وعلى الدعاء.. هذا كله إن شاء الله تعالى سوف تضمن لنا الاستمرارية في التحسن، وسوف يزول القلق وينتظم النوم أيضاً.

وعليك أيضاً أن تحسن من صحتك النومية، وذلك بأن تتجنب النوم النهاري، وألا تتناول الشاي أو القهوة بعد الساعة السادسة مساءً، وأن يكون لك وقت ثابت ومعلوم للذهاب إلى الفراش ليلاً وبداية النوم، وأن تكون حريصاً على أذكار النوم.

فإن شاء الله لن تعود إليك هذه الأعراض، وسوف يستمر النوم في التحسن، وذلك إذا طبقت الإرشادات السابقة، ويعرف عن الريمانون أنه من الأدوية الجيدة، والمدعم جداً، والذي لا يحدث بعد التوقف عنه انتكاسات لمعظم الذين تناولوا هذا الدواء بانتظام.

أسأل الله تعالى أن يديم عليك نعمة التحسن هذه، وأن يديم علينا وعليك وعلى جميع المسلمين جميع النعم، وكل عام وأنت بخير بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، أهله الله علينا وعلى الأمة الإسلامية بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً