الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدى أثر غضب ودعاء الأم على أولادها بدون سبب

السؤال

مشكلتي هي مع أمي التي تركتنا بعد موت أبي بسنة واستقلت بسكن خاص فيها وتدعي بأنها متزوجة، والآن أكملت بخروجها من عندنا 16 سنة، والمشكله أنها كل ما نذهب إليها أنا أو أحد من إخواني توجه إلينا الإهانات والشتائم والطعن بالكرامة، وفي سنة من السنين اشتد عليها المرض وهو مرض خبيث والعياذ بلله ورم في البطن وذهبنا بها إلى المستشفيات والتففنا من حولها أنا وإخواني لكي نعالجها والحمدلله شفيت أحيانا تكن لنا في الظاهر الحب وأحيانا تنفر منا ولا تريد أحدا يزورها احترنا معها, مع العلم أنها تملك رصيدا من المال في البنك مبلغ تقريبا كبير بالنسبة لسنها, وأتكلم عن نفسي أنا لا أريد منها أي شيء غير الرضا, ورزقت بطفل الحمدلله وطفلي تقريبا مصاب ببعض الأمراض وإنشاء الله تزول بعون الله, وعندما يذهب إليها أحد إخواني تقول هذا من دعواتي عليكم إنكم لن تتيسر أموركم لأني أمكم وغضبي عليكم , وأنها تحب المال حبا كبيرا تقول إذا تريدون أن ترضوني أعطوني مالا, وأي أحد من إخواني يعطيها المال تسكت وترضى وتحبه, والفترة الأخيره طلبت مني مبلغا كبيرا بالنسبة لي وأنا لا أملكه فقلت لها لا أملك, وأخذت تشتمني وتشتم طفلي البريء, مع العلم هي تملك رصيدا في البنك, وعندها مدخول شهري تقريبا, ( مع العلم أنها تعمل عادات سيئه بحيث تدخن السجائر), احترت معها ماذا أفعل لكي أرضيها وهل دعواتها وشتائمها وغضبها مقبول عند الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن ما تفعله أمكم تجاهكم هو معاملة سيئة لا ينبغي أن تكون، وهي متنافية مع ما ينبغي أن تكون عليه الأم، ولكن هذا لا يسقط حقها أن تبرها وتحسن إليها، وتصبر على ذلك فإن لها عليه حقا كبيرا.

قال تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا {الأحقاف:15}

بل إن برهما مستمر وطاعتهما واجبة في غير معصية، قال تعالى: وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا {لقمان:15}

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أبوك.

واعلم يا أخي أن هذه الدنيا دار ابتلاء وامتحان، فقد يبتلى المرء في بدنه أو في ماله أو في أولاده أو في آبائه، وما يصيبك نوع من البلاء ابتليت به، فالواجب عليك الصبر على أمك، ولا يمنعك سوء تصرفها من أداء حقها، قال صلى الله عليه وسلم: ستجدون بعدي أثرة وأمورا تنكرونها؟ قالوا: فماذا تأمرنا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أدوا الذي عليكم، وسلوا الله الذي لكم.

فحاول أن تبرها وأن ترضيها وتداريها وتظهر لها حبك وودك، وتمنياتك برضاها عنك وسعيك في ذلك. وللمزيد من الفائدة راجع الفتويين التاليتين: 106090، 108378.

وأما عن غضبها عليك بلا سبب، وكذلك دعاؤها فنرجو أن لا يضرك من ذلك. وأما ما أصاب ولدك من بلاء فهو من قدر الله، ولا يلزم ن يكون ذلك بسبب دعائها.

فنسأل الله أن يرزقك برها، وأن يوفقها للهداية والإحسان لكم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني