الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معاص الأم لا تمنع من برها والصبر عليها

السؤال

أنا عمري 33 عاما أعانى بقدر كبير من أمي فهي بعيدة عن الله دنيوية جدا لا تصوم وتقول إنها مريضة والله أعلم بها كثيرة الكذب والافتراء على الناس والتعرض لأعراض الغير واختلاق الأكاذيب و تؤدي الصلاة من عام واحد والله أعلم بلا خشوع و عمرها 59 عاما عندها قدر من الدياثة لا مانع عندها أن تخرج أختي مع أي رجل إذ كان يعدها بالزواج وتسمح لهم بالاتصال بالمنزل بأختي والخروج معها وتشجعها من أجل الزواج، ابتعد عنها الجميع لسوء طباعها أخواتها و زملاؤها في العمل و الجيران ويلقبونها بالمجنونة، وبعد وقوع الطلاق من والدي من أكثر من 20 عاما كان عمري 13 عام أطلقت الشائعات أني معقدة من الرجال لأن أبي طلقها وعندما أحضرت عريسا طلبت مني الذهاب لبيته لرؤيتي بحجة أن بيتنا في منطقة شعبية وعندما رفضت جددت الشائعة و نشرتها عني في كل مكان تهاجمني لحجابي و تقول إنه سبب كوني عانسا، بعدها بدأ عامل الطمع في و في مرتبي مع أنها ميسورة و كنت أعطيها نصف مرتبي و أختزن الباقي نظرا لتجاوزي سن الزواج مع العلم أني ليس لي أخ أو قريب يتكفل بي وأبي لا يرسل لنا أي أموال ولا يتكفل بنا منذ الطلاق وعندما علمت أمي أني أحتجز مبلغا لنفسي حاولت بكل الطرق أخذ مالي و فرضت علي دفع 500 ج شهري إيجار لأقيم معها وإلا تطردني مع العلم أن الشقة تمليك ولا إيجار لها وحملتني التكفل بنفسي وأختي وعندها تكفلت بشؤوني أنا وأختي من طعام وشراب وعلاج ففوجئت بأمي تسرق من الأكل الخاص بنا من دون استئذان وعندما طلبنا منها أكثر من مرة عدم اخذ أكلنا لأننا لن نتحملها ماليا ولها مرتب كبير و ميراث و أموال في البنك أنكرت أنها تأكل أي شيء و نحن متأكدون بل ورأيناها أكثر من مرة وعند أول شجار بصقت علي و ضربتني و طلبت مني ترك البيت وأنا والحمد لله حصلت على شقة إيجار جديد و موافقة أبي في السكن لوحدي ولن أقطع صلة الرحم بأمي بل سأزورها كل أسبوع بالرغم مما حدث خوفا من الله و لكنها تقول أنها قاربت على الموت و أني أنا كسرتها عندما رفضت إعطاءها مرتبي و تقوم بالدعاء علي و غير راضية عني و لا أعرف ماذا أفعل أريد بشدة ترك البيت حتى لا أكرهها بل ويصل الأمر لحسبنتى المستمرة عليها وغلط كل منا في حق الآخر، وأخاف كل الذنوب التي تطولني من الشجار معها و أخاف أن أكون مخطئه أن تركت المنزل في حقها ويطولني غضب الله أعاني منها ولا أستطيع تحملها وأخاف الله أن أكون أغضبته بتركي المنزل، ماذا افعل بالله عليكم أحس أنني في مفترق الطرق ولا أفهم معنى الاستخارة، علما أن الله يسر أمر حصولي على شقة وفرش و أرسل لي مبلغا نقديا لم يكن في الحسبان و زملاء يساعدوني ومكافآت مالية ساعدتني في تأسيس شقة لي، دلوني أرجوكم وجزاكم الله خيرا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أختي السائلة أن والدتك واقعة في معاص كثيرة وأنه يجب عليها الإقلاع عنها والتوبة قبل أن تلقى الله وهي على هذه الحال.

غير أن هذه الذنوب مهما بلغت لا تبرر عقوقها، فالولد مأمور ببر والده ولو كان مشركا، قال تعالى: وَوَصَّيْنَا الإنسان بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا {العنكبوت: 8}

فعليك أختي السائلة بالصبر على والدتك وبرها وطاعتها بالمعروف، ومن برها الحرص على هدايتها والنصح لها وتوجيهها، ولا بأس بأن تستعيني على نصحها بمن له تأثير عليها ممن تقدرهم وتحترمهم.

ولا تجب النفقة عليها ما دامت غير محتاجة وعندها ما يكفيها من راتب وغيره كما لا يجب إعطاؤها بعض الراتب في هذه الحالة وأولى كله، ولكن لا ينبغي منعها من الأكل من طعامكم ولا سيما إذا كان ذلك يكسر خاطرها.

وإن من طاعتها في المعروف البقاء معها في البيت لا سيما عند حاجتها إلى ذلك، فقد قال عليه الصلاة والسلام لمن أراد الغزو: هل لك أم؟ قال: نعم. قال: فالزمها فإن الجنة تحت رجليها. رواه النسائي وغيره، غير أنه إذا كان في بقائك مفسدة أكبر وسيؤدي ذلك إلى أمور محرمة كالشجار معها ونحوه، فلك ترك البيت في هذه الحالة، مع الحرص على زيارتها والاتصال بها وتفقدها وغيره من كل ما يعد برا بها، علما بأن سكن المرأة وحدها يترتب عليه كثير من المخاطر.

ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 24850، 35649، 25038.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني