السؤال
ابن عمي هو أحد ورثة في بيت ورثناه عن جدنا رفض تقسيم التركة ويستغله لنفسه منذ 17 سنة وحرمنا من حقوقنا رغم محاولتنا للصلح وقطع صلة الرحم، وأريد لمرة أخرى أن نحل المشكل بالتي هي أحسن فأريد معرفة ما حكم رفض أحد الورثة تقسيم التركة وحرمان الأيتام واستغلالها لمصالحه الخاصة مع تعزيز الجواب من فضلكم بالكتاب والسنة.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز لأحد الورثة أن يستحوذ على التركة ويستأثر بها دون الآخرين ويمنعهم حقهم من الميراث، وقد قال الله تعالى: وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ {البقرة:188}.
فعلى الشخص المشار إليه أن يتقي الله تعالى ويتوب إليه ويعطي بقية الورثة نصيبهم من التركة، وليعلم أن الله تعالى قد توعد من يتعدى حدوده في الميراث بوعيد شديد فقال تعالى بعد آيات المواريث: وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ {النساء:14}.
قال القرطبي رحمه الله تعالى: وقوله: ومن يعص الله ورسوله يريد في قسمة المواريث فلم يقسمها ولم يعمل بها، ويتعد حدوده أي يخالف أمره يدخله نارا خالدا فيها. انتهى.
ويجب عليه أيضا أن يعوض الورثة عن المدة التي استغل فيها البيت، فإن كان قد سكن فيه فإنه يدفع لهم أجرة المثل ويقسمونها بينهم القسمة الشرعية، فإذا لم يرتدع ذلك الشخص فإننا ننصح برفع الأمر إلى المحكمة الشرعية لتلزمه بالشرع، وقد قال عمر رضي الله عنه: إن الله تعالى يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن. أي يمنع بالسلطان عن ارتكاب الفواحش والآثام ما لا يمتنع كثير من الناس بالقرآن مع ما فيه من والوعيد الأكيد والتهديد الشديد وهذا هو الواقع.
والله أعلم.