السؤال
سؤالي: أقرضت رجلاً مبلغ مائة دينارعلى أن يردها لي عندما يتوفر لديه المال، وقلت في نفسي لورد لي المال فلن آخذه منه وسأعتبره صدقة دون أن يعلم هو بنيتي هذه، وكنت حينها في غنى عن هذا المبلغ وبعد فترة من الزمن إذا بالرجل يرد لي المبلغ كاملا وكنت محتاجا إليه فأخذته منه، فهل يجوز لي أخذه والانتفاع به؟ حيث إنني نويت أن أعطيه هذا المبلغ ولكني لم أخبره بذلك وبقيت نيتي سراً عندي، أم يجب علي رده له حسب ما نويت؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن ما ذكره السائل الكريم يتردد بين الهبة والصدقة، ولكنه لم يتلفظ بشيء من ذلك ولم يمضه بالنية في الحال، بل علقه على وقت القضاء، ولم يصدر منه وعد لصاحبه بذلك، والذي حمله على نية الصدقة أوالهبة هو استغناؤه عن المبلغ في ذلك الوقت، وفي وقت القضاء كان محتاجا إليه.
وعلى كل حال فإنه لا يلزمه رد المبلغ لصاحبه، لأن مجرد هذه النية لا تلزم بها هبة ولا صدقة، وذلك لما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل. رواه البخاري ومسلم.
والله أعلم.