الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هذه الكلمة لا تدخل في نطاق الكفر

السؤال

أنا طبيبة اختصاص في النسائية والتوليد، يحدث في كثير من المرات أثناء ولادة كثير من النساء أن مرافقة المريضة تقوم بالدعاء للمريضة وتقول يا رسول الله أو يا حبيب الله أي الاستعانة بغير الله، وأنا في أكثر الأحيان أقوم بإفهامهم غلطهم وأنصحهم بعد جواز الاستعانة بغير الله حتى لو كان رسول الله، ومهما كانت منزلته عند الله فلا يجوز الاستعانة به أو بغيره من المخلوقات، حدث في إحدى المرات وأثناء نصحي لمرافقة المريضة وهي تقول يا رسول الله، وتقوم بتكرار العبارة عدة مرات بالرغم من أنني نصحتها بعدم قول ذلك، فغضبت كثيرا وقلت لها ( ومن يكون محمد؟) ولم أقصد بهذه العبارة أن أستهزئ بالرسول أو تقليل منزلته ولكن لا أدري لماذا خرجت من فمي هذه العبارة، وكان قصدي أن محمدا هو بشر.
سؤالي هو ما الحكم الشرعي للفظي هذه العبارة (ومن يكون محمد؟ ) لقد قمت بالاستغفار بعدها ونطق الشهادتين هل لفظي هذه يعتبر كفرا أم لا؟ وهل يجب علي الاغتسال وإذا قمت بالاغتسال من باب الاحتياط وقد يحدث في كثير من الأحيان أن يلفظ الإنسان ألفاظا لا يعرف مدى شرعيتها، ولكن يشك أنها احتمال أن تكون كفر فهل يجب عليه في هذه الحالات الاغتسال أم يكفي نطق الشهادين والاستغفار؟ وإذا قمت بالاغتسال من باب الاحتياط هل يعتبر ذلك ذنبا باعتبار أني حكمت على نفسي بالكفر من دون معرفة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذه الكلمة في هذا السياق المذكور ليست من الكفر في شيء، ومقصد السائلة منها واضح، وهو بيان الحق في التفريق بين مقام الربوبية ومقام النبوة، وهذا فيه نوع شبه بعبارة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، يوم مات رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان منكم يعبد محمدا صلى الله عليه وسلم فإن محمدا قد مات، ومن كان منكم يعبد الله، فإن الله حي لا يموت، قال الله: وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ {آل عمران: 144}. رواه البخاري.

ومع ذلك فإننا ننبه على أن غير هذه الكلمة مما يؤدي معناها دون احتمال إساءة هو المفضل. وقد كان يكفي السائلة تلاوة نحو قوله تعالى: قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ {فصلت: 6}.

وأما باقي السؤال فقد سبق أن أجبنا عليه في الفتوى رقم: 133016. ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتويين: 29407، 3779.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني