السؤال
هل هذا القول في تقدير الله عز وجل صحيح: (افترض أخوين أحدهما كافر والآخر مؤمن، الله تعالى كان يعلم علما أزليا أن الكافر رغم عرض الإسلام عليه وتيسير سبيله عليه يختار الكفر, لهذا يكتب الله له في اللوح المحفوظ سبيل الشر الذي اجتباه، والأخ الآخر يُسلم للحق باختياره ويجتبي سبيل الإسلام وحيث إنّ الله يعلم هذا الأمر علما أزليا يكتب له في اللوح المحفوظ سبيل السعادة الذي اجتباه، لهذا الناس مختارون أن يختاروا سبيل الشر أو الخير)؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فللإيمان بالقدر أربع مراتب، لا يتم الإيمان به إلا باجتماعها، وهي:
- العلم، أي أن الله علم ما الخلق عاملون بعلمه القديم.
- والكتابة، أي أن الله كتب مقادير الخلائق في اللوح المحفوظ.
- والمشيئة، أي أنه لا يكون شيء في هذه الكون إلا بمشيئته سبحانه، ولا يكون في ملكه إلا ما يريد.
- والخلق والتكوين، أي أن الله خالق كل شيء، ومن ذلك أفعال العباد.
وقد سبق لنا بيان ذلك في الفتوى رقم: 60787، كما سبق لنا بيان الترتيب الزمني لهذه المراتب الأربعة في الفتوى رقم: 136263 فراجعها لزاماً.
وإذا تبين هذا عُلم أن المثال المذكور في السؤال صحيح، لكن يحسب الترتيب الزمني لمراتب القدر الأربعة فالعلم أولاً كما ذكر المثال أنه أزلي ثم الكتابة ثم المشيئة والخلق المقارنتان لوقوع المقدر، ومن الضروري هنا أن ننبه على أن هذا لا يعني نفي إرادة العبد وكسبه لعمله، وقد تقدم لنا تفصيل ذلك في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 95359، 49314، 68606 فإثبات مشيئة الله لا ينفي وجود مشيئة للعبد، كما لا يلزم من إثبات علم الله الأزلي أن العبد مجبر على فعله، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 130894، والفتوى رقم: 129808.
والله أعلم.