السؤال
لقد توفي زوجي من شهر ونصف، وكان يصلي ويقطع في الصلاة، ولكن أرى فيه خوفا من الله جداً، وكانت لديه من الأخلاق ومكارمها ما يفيد الناس جميعا، الكل يشهد له بأخلاقه العالية واحتراماً للكبير وعطفه على الصغير وخجله من الجميع، فهل سيعذب على تقصيره في الصلاة، على الرغم أني قرأت في حديث عن الرسول فيما معناه أنه سوف يكون يوم القيامة مع من هم لديهم مكارم الأخلاق، وهل سيكون زوجي في الآخرة أم لا؟ ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يغفر لميتكم وسائر أموات المسلمين جميع الخطايا والذنوب، وأن يأجركم على مصيبتكم، وأما عن معاقبته على ترك الصلاة أحياناً فلا شك أن الصلاة عماد الدين، وأنها أعظم أركانه بعد الشهادتين، وأن من قصر في المحافظة على أدائها على خطر عظيم، إلا أنه لا يعتبر كافراً بذلك عند الجمهور ما لم يكن جاحداً بل هو فاسق، وهذا هو الراجح عندنا، ويرى بعض العلماء أن تارك الصلاة كافر، والعياذ بالله تعالى، ولو كان غير جاحد لوجوبها، لكن رجح بعض المحققين من هؤلاء أن من لم يتركها بالكلية فاسق وليس كافراً، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 130853.
ومذهب أهل السنة أن من مات موحداً لله تعالى مرتكباً لبعض الكبائر والذنوب فهو في مشيئة الله تعالى، إن شاء غفر له، وإن شاء عاقبه، وعليه فإن هذا الميت ترجى له المغفرة من الله تعالى فإنه غفور رحيم، يغفر الزلات، ويثيب عبده على الحسنات، ولا يكبر ذنب في جانب رحمته تعالى وعفوه، لا سيما والرجل حسب السؤال كان متحلياً بمكارم الأخلاق عطوفاً على الكبير والصغير، فنرجو أن يكون حسن خلقه سبباً لمغفرة ذنوبه ودخوله الجنة بفضل الله تعالى، فإن أكثر ما يدخل الناس الجنة يوم القيامة تقوى الله وحسن الخلق، كما جاء في مسند الإمام أحمد وسنن الترمذي أيضاً، وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة القائم بالليل. صححه الألباني.
وروى مالك في الموطأ عن يحيى بن سعيد أنه قال: بلغني أن المرء ليدرك بحسن خلقه درجة القائم بالليل الظامي بالهواجر.
أما مع من سيكون يوم القيامة فلا يمكن الجزم بشيء في ذلك، مع أنه إذا غفر له فلا يهم بعد ذلك مع من كان، ولا مانع من أن يكون مع هؤلاء يوم القيامة، وفضل الله واسع وكرمه غير محدود، فاجتهدوا في الدعاء له والصدقة عليه، فلعل الله تعالى أن يجعل في ذلك كفارة لذنوبه وسبباً لرحمته.
والجواب عن السؤال الأخير هو أن المرأة المسلمة إذا دخلت هي وزوجها الجنة تكون زوجته فيها كما كانت زوجته في الدنيا إذا لم تتزوج بعده، وانظري الفتوى رقم: 19824.
والله أعلم.