الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا مانع من ترك بيت الأهل إن كان ذلك هو السبيل للاستقامة

السؤال

أريد أن تبينوا لي ما ذا أعمل لوالدي، لأن والدي كان يحب النساء وكان دائما يعمل مشاكل هو وأمي والحمد لله أبي أدركه العقل، علما أن أبي وأمي هما من أفسد إخواني وأخواتي من كثرة الأموال التي يعطونها لهم، فأنا عندما أذهب إلى المدرسة آخذ أشياء لا يأخذها غيري من الأولاد وتعلمت الدخان وتركت خلاني بسبب أعمال مقززة من ضياع إخواني، وعندما أتكلم لوالدي يقولان لي لا تتدخل أنت تكره إخوانك، وعندما كان أخي يتعاطى الحشيش كنت أقول لأمي فتقول إنك كذاب، ولما مسكته المكافحة عرفت أنني صادق، ويعتبرونني أكرههم وأنا والله أحبهم أكثر من الأم التي تحب ابنها، لكن من خوفي عليهم، مع العلم أنه لا يوجد أحد من أهلي يصلي، مع أننا 4 شباب وبنتان وأبي وأمي ولا أحد يقرأ القرآن، وأنا الآن كبرت وأفكر أن أنسى أهلي، أو أخرج عنهم، أريد شيئا ينسيني كل هذه الأمور أفكر في شرب الخمر لأنسى، الرجاء أن تعطيني حلا فيما أعمل، أأتركهم، أو أعيش معهم، أو ماذا أفعل؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب عليك بر والديك والإحسان إليهما، فإن حق الوالدين لا يسقط مهما كان حالهما، وانظر الفتوى رقم: 103139.
كما أن عليك صلة إخوتك فإن صلة الرحم واجبة وقطعها حرام، واعلم أن من أعظم أنواع البر والصلة لوالديك وإخوتك نصحهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، ولا سيما في أمر الصلاة، فلا شكّ أن الصلاة أعظم أمور الدين بعد الإيمان بالله ولا حظ في الإسلام لمن تركها، ولمعرفة ما يعين على المحافظة على الصلاة راجع الفتوى رقم: 3830.
واعلم أنّ الخمر أم الخبائث وشربها من أكبر الكبائر، فاتق الله واحذر من نصيحة الشيطان لك بشربها لنسيان همومك، أو لغير ذلك، وأقبل على ربك واحرص على صحبة الصالحين الذين يعينونك على طاعة الله ويربطونك بالمساجد ومجالس العلم والذكر، وعليك بكثرة الدعاء والإلحاح فيه مع إحسان الظن بالله فإنّه قريب مجيب.

وأما بخصوص ترك بيت أهلك وانفصالك بالسكن: فإن كان ذلك هو السبيل لاستقامتك فلا مانع من ذلك لكن لا يجوز أن تقاطع والديك بحال من الأحوال، وللفائدة راجع الفتوى رقم: 133910.

لكن لو استطعت أن تقيم مع أهلك تأمر هم بالمعروف وترشدهم للخير وتنهاهم عن المنكر ولا تخشى على نفسك فتنة، أو ضررا فلا شك أن ذلك هو الأولى والأنفع.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني