الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجوز للأب إجبار ابنته على القبول بتارك صلاة لأنه متعلم

السؤال

سؤالي: هل يجوز للأهل رفض من تقدم لابنتهم إن كانت هي راضية به وهو ذو خلق ودين ومن عائلة ملتزمة وهي على ألفة مع أمه وأخواته بحجة أن ابنتهم صيدلانية بينما هو درس سنتين بعد الثانوية العامة ـ أي ما يسمى كلية ـ فالأب يقول إنه ليس من مستواها فهو يريد طبيبا أو صيدلانيا أو مهندسا؟ وهل يأثم؟ وإن تكرر وعاد هذا الشاب ورفضه الأب مرة أخرى ولا يوجد هناك من يتقدم لها من أهل الخلق والدين سواه، حيث تقدم لها طبيب ولكنه لا يصلي، فرفضته، ولكن الأب غضب عليها وقال أنت عاقة لأنك لم تسمعي كلامي وتقبلي بمن هو تارك للصلاة، وسؤالي: هل يحق للأب رفض ذلك الشاب صاحب الدين وإجبار ابنته على القبول بتارك صلاة فقط لأنه طبيب؟ وماذا يمكن للفتاة أن تفعل بحيث لا تكون عاقة لأبيها؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير. رواه الترمذي.

وعلى هذا، إذا كان الزوج يتمتع بصفات الدين والخلق، فينبغي ألا يرد بسبب الفارق التعليمي، لأن التقارب في المستوى التعليمي إن وجد فحسن، وإن لم يوجد فلا يؤثر ذلك في الحياة الزوجية إذا كان الارتباط على أساس الدين، وللمزيد من الفائدة راجعي في ذلك الفتوى رقم: 98561.

فليس لأبيك الامتناع من تزويجك ممن رضيت دينه وخلقه، ورغبت في نكاحه، وامتناعه إذا كان لمجرد تدني مستواه التعليمي فهذا يبيح لك رفع أمرك للحاكم أو من ينوبه ليلزم أباك بتزويجك، أو يعين غيره من الأولياء، أو يتولى هو ذلك فيعقد لك، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من رفض صاحب الدين والخلق، كما سبق في الحديث الشريف... قال: يا رسول الله؛ وإن كان ما فيه؟ قال: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ثلاث مرات. رواه الترمذي.

ولا يعد هذا من العقوق، كما أن رفضك للزواج بمن لا يصلي لا يعد من العقوق لأبيك، والذي ننصحك به هو محاولة إقناع أبيك بقبول الخاطب، ولو استعنت بمن يمكنه التأثير عليه فهو أولى، وعليك أن تكثري من الدعاء بأن يفرج الله عنك هذا الأمر، ويهدي والدك إلى القيام بما فيه صالحك ومنفعتك في الدنيا والآخرة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني