السؤال
أذنبت ذنبًا وأردت تركه فلم أستطع, مع أنني حاولت بأكثر من طريقة، وكنت لا أنام الليل من شدة خوفي من هذا الذنب أن يدخلني النار ـ لا سمح الله ـ فقمت بلعن نفسي أكثر من مرة لكي أتوقف، ولكنني – للأسف - فعلته مرة أخرى، فهل يقع اللعن عليّ مع أني - والحمد لله - تبت لله ومنّ الله عليّ بتركته؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي البداية: نهنئك على ترك ما كنت عليه من معصية الله تعالى, ونسأل الله تعالى أن يتقبل توبتك, وأن يثبتك على طريق الاستقامة, وأن يجنبك المعاصي ما ظهر منها وما بطن, كما ننبهك على أن من خاف على نفسه من غضب الله بسبب المعاصي فليتب إلى الله تعالى, ويسأله المغفرة، ويستعينه على خلاص نفسه من الذنوب.
أما الدعاء على النفس باللعن، أو نحو ذلك فهذا غير مشروع, لكن لا تلزمك فيه كفارة بسبب لعن نفسك؛ لعدم انعقاد اليمين أصلًا, جاء في المغني لابن قدامة الحنبلي: وإن قال: أخزاه الله، أو أقطع يده، أو لعنه الله، إن فعل، ثم حنث، فلا كفارة عليه، نص عليه أحمد. انتهى.
وفي منح الجليل لمحمد عليش المالكي: لَا تَنْعَقِدُ إنْ قَالَ هُوَ ـ أَيْ: الْحَالِفُ ـ وَعَبَّرَ عَنْهُ بِضَمِيرِ الْغَائِبِ دَفْعًا لِشَنَاعَةِ إسْنَادِ الْخَبَرِ الْآتِي لِضَمِيرِ الْمُتَكَلِّمِ يَهُودِيٌّ، أَوْ نَصْرَانِيٌّ، أَوْ مَجُوسِيٌّ، أَوْ مُرْتَدٌّ، أَوْ عَلَى غَيْرِ مِلَّةِ الْإِسْلَامِ، أَوْ سَارِقٌ، أَوْ زَانٍ، أَوْ عَلَيْهِ غَضَبُ اللَّهِ وَلَعْنَةُ اللَّهِ إنْ فَعَلَ كَذَا، أَوْ إنْ لَمْ يَفْعَلْهُ، ثُمَّ حَنِثَ، فَلَيْسَ بِيَمِينٍ. انتهى.
وبخصوص وقوع اللعن: فإنه لا يقع عليك ـ إن شاء الله تعالى ـ فقد اختار بعض أهل العلم أن دعاء الشخص على نفسه لا يستجاب، بل يعتبر لغوًا, كما سبق تفصيله في الفتوى رقم: 165073.
والله أعلم.