السؤال
أنا شاب تزوجت من فتاة كانت تحب شابًّا من قبل، خطبتها منذ سنتين، ولم تصارحني إلا قبل الزوج بيومين، والشاب في نفس شارعنا، واكتشفت أنها غير عذراء، وبعد عشرة أيام من الزواج سألتها، فقالت: إن أخاها هو من اغتصبها عندما كانت في عمر 14 سنة عدة مرات، وكانت تخاف أن تخبر أباها؛ لأنه من الممكن أن يضربه، أو يخرجه من البيت، فهل أطلقها أم أستر عليها؟ وقد تزوجتها منذ ثمانية شهور، وساتر عليها، والشك يقتلني، وبسببها نويت أن أرجع إلى البلد، مع أنه لا يوجد مصدر رزق في البلد، ومنذ تزوجتها ما رأيت منها إلا كل خير تجاه أهلي، وهي تصلي، ونادمة على كل ما حصل، وأخوها كان مسافرًا ورجع، فمنعتها من الذهاب إلى بيت أهلها بسبب أخيها، وأهلها يتهمونني بالتقصير، علمًا أنها بنت عمي، وعمي يقول: إنه ظلمها بالزواج مني، فهل أحكي لعمي القصة، أم أستر عليها؟ وهل أفرض عليها لبس النقاب حتى يطمئن قلبي؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دامت زوجتك تائبة مستقيمة، لا تظهر منها ريبة، فأمسكها، ولا تطلقها، وعاشرها بالمعروف، ولا تخبر أباها، ولا غيره، واستر عليها، ولا تفضحها، ولك أن تمنعها من زيارة أهلها إن خشيت ريبة من أخيها، وبخصوص لبسها النقاب، فاعلم أنّ وجوبه محل خلاف بين أهل العلم، والمفتى به عندنا الوجوب، لكن رغم الخلاف في وجوبه إلا أنه يجب على الزوجة طاعة زوجها إذا أمرها بلبسه، كما بينّاه في الفتوى رقم: 62866.
واعلم أن قوامة الرجل على زوجته تقتضي منه أن يسدّ عليها أبواب الفتن، ويكفها عن المفاسد، ومن أسباب محافظة الزوج على زوجته وصيانتها أن يحافظ على حدود الله، ففي وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابنِ عباسٍ - رضي الله عنهما -: احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ.
قال الملا علي القاري: احفظ الله ـ أي: أمره ونهيه ـ يحفظك، أي: يحفظك في الدنيا من الآفات والمكروهات، وفي العقبى من أنواع العقاب والدركات، جزاء وفاقًا، فإن من كان لله كان الله له.
وننبّه إلى أنّه ينبغي للزوج أن لا يطيل الغياب عن زوجته دون عذر، قال ابن عبد البر: وفي هذا الحديث دليل على أن طول التغرب عن الأهل لغير حاجة وكيدة من دين، أو دنيا لا يصلح، ولا يجوز، وأن من انقضت حاجته لزمه الاستعجال إلى أهله الذين يمونهم ويقوتهم.
أما إذا ظهر لك ريبة من زوجتك: فينبغي أن تطلقها.
والله أعلم.