السؤال
1- في يوم الثلاثاء الماضي كنت على وشك التعافي من أمر الوسوسة بعد أن ذهبت لزيارة رجل صالح من أهل بلدتي -أحسبه على خير-، فأخبرته عن حالي، وما أعانيه من أمر الوسوسة في الطلاق، فقال لي: في العام السابق عندما شكوت لي عن حالك عرفت بوضعك، وأنا أقول لك: لم يقع منك طلاق، والعصمة باقية، وخاصمني بين يدي الله يوم القيامة إن كان الأمر غير ما أقول لك. ثم قال لي -ما معناه-: وحتى لو أخبرك المفتي بغير ذلك، فقد يعرض له الخطأ في فهم السؤال. ففرحت أيما فرح بعد أن قال لي هذا الكلام بعزم وحسم، وقررت الإعراض عن كل ما سبق، ولكن لما كانت هناك بعض الأسئلة السابقة قلت: أسأل عنها، وأتخلص نهائيا مما أنا فيه.
وأنا أفكر في هذه الأسئلة، وكيفية عرضها على المفتي، إذا بي أقول: ( أنا .... - لفظ الطلاق بصيغة الماضي مضافا إليه تاء الفاعل - ثم كلمة "مراتي") فعاودني الحزن مرة ثانية، ولا أعرف هل هذا أيضا يسري عليه أمر الوسوسة أم يكون قد وقع الطلاق؟ ومن ساعتها وأنا في كرب يخف حينا ويشتد أحيانا.
2- بالأمس شعرت بحالة لا مبالاة حتى أرتاح، وقلت: وماذا يعني لو حدث الطلاق أو لم يحدث؟ وأنا في الصلاة قلت عبارة تعني ما يفيد أني لست مستمسكا بزوجتي تقريبا (أنا مش مستمسك بها) ولما كنت في الصلاة رددت الأمر إلى أنها وسوسة.
ثم فتحت اليوتيوب على طبيب نفسي يتكلم عن الوسوسة، ووصفها بأنها سنوات العمر الضائعة فلامس هذا الكلام حالي، فقلت أيضا: (إني لست مستمسكا بزوجتي) بما يعني لن يهمني إذا حدث طلاق أو لم يحدث؛ لأنه ربما سبب معاناتي أني وضعت أمر الطلاق في مرتبة أعلى مما يستحق وتضخم لدي الخوف منه، وأيضا قلته مرة ثالثة عندما استحضرت كأني أريد أن أسال المفتي، وأعرض عليه حكم هذه الكلمة في الموقفين السابقين.
وفي الصباح تذكرت ما قلته بالأمس، وربطته بما قال خبير نفسي آخر أن مما يفيد من التخلص من الوسوسة: تحقير الفكرة التي توسوس فيها، وبعد أن أنهيت التفكير بدقائق جاءني خاطر أني ربما تكلمت بهذه العبارة: (أني لست مستمسكا بزوجتي).
والآن قد يبدو لي وجه الوسوسة في السؤال الثاني، ولكنه غير متضح لي في السؤال الأول، فهل يقع الطلاق؟
وإذا لم يقع لا أريد أن أسأل ثانية، فهل يمكنني إحالة كل ما يستجد على ما قد سبق على الفتاوى السابقة، ولا أسأل مرة ثانية؟