السؤال
ما الحكم لو بدأ الإمام خطبة الجمعة قبل دخول الوقت بدقيقة؟ هل يؤثر هذا على الصلاة نفسها؟
وما حكم أنه من ضيقي لأنه فعل هذا جعلني أفكر وأتردد في صحة الخطبة؟
وأنه عندما كان يقول الخطبة، كان يقولها بصوت عالٍ جدا، فقلت في رأسي غيظا منه: (يكفي جعيرا)، وبعدها بمدة تذكرت أنه ربما هذا يكون حراما، لكن ظللت أقنع نفسي أني أوسوس، وليس حراما، حيث لو كان أتى في بالي حرمانية القول، لم أكن لأقولها ابتداءً.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما سؤالك الأول: فاعلم أن العلماء مختلفون في الوقت الذي تدخل به الجمعة، فذهب الحنابلة إلى أن وقتها هو وقت العيد، ومنهم من ذهب إلى أن وقتها يدخل في الساعة السادسة من ساعات النهار، وهي ما قبل الزوال، وهو اختيار الخرقي، وذهب الجمهور إلى أن وقت الجمعة هو وقت الظهر، ومذهب الجمهور أحوط، لكن قول الحنابلة قوي.
ومن ثَمَّ، فلا حرج في العمل به، كما نفتي به، والصلاة والحال هذه صحيحة، وانظر الفتوى: 133678.
وإذا علمت ما مرَّ، فالصلاة خلف هذا الإمام صحيحة مجزئة -إن شاء الله-، وإن كان الأحوط أن يؤخر ابتداء الخطبة حتى يتحقق دخول وقت الظهر.
وأما سؤالك الثاني: فهو ناشئ عن وسوسة، فدعك من الوساوس، ولا تلتفت إليها، واعلم أن رفع الصوت في الخطبة سنة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وانظر الفتوى: 74000.
والله أعلم.