السؤال
إذا نجا العبد من فتنة القبر وسؤاله، ورأى مقعده من الجنة، هل من الممكن أن يدخل النار يوم القيامة على ذنوب أخرى، لم يحاسب عليها في القبر؟
إذا نجا العبد من فتنة القبر وسؤاله، ورأى مقعده من الجنة، هل من الممكن أن يدخل النار يوم القيامة على ذنوب أخرى، لم يحاسب عليها في القبر؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمن نجا في البرزخ؛ كان ناجيا يوم القيامة، ولا شك، يدل لذلك ما رواه أحمد والترمذي وحسنه عن هانئ مولى عثمان قال: كَانَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ إِذَا وَقَفَ عَلَى قَبْرٍ بكى حَتَّى يَبُلَّ لِحْيَتَهُ، فَقِيلَ لَهُ: تَذْكُرُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، وَلَا تَبْكِي، وَتَبْكِي مِنْ هَذَا؟! قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إِنَّ الْقَبْرَ أَوَّلُ مَنَازِلِ الْآخِرَةِ، فَإِنْ نَجَا مِنْهُ، فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ، وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ، فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ.
قال الصنعاني -رحمه الله- في شرح حديث: من قتله بطنه لم يعذب في قبره. رواه أحمد والترمذي ورمز السيوطي لصحته: (من قتله بطنه) أي مات بداء من أدوائه؛ كالاستسقى، والإسهال، وقيل: من حفظه عن الحرام والشبه. (لم يعذب في قبره) وإذا لم يعذب فيه، لم يعذب في غيره؛ لأنه أول منازل الآخرة. انتهى.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني