الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أقوال المفسرين في معنى (القِطْر) في سورتي الكهف وسبأ

السؤال

قال الله تعالى: "وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ"، وأيضًا: "آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا". ويقول سبحانه: "يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ". فما الفرق بين القطر والنحاس؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد اختلف المفسرون في القطر المذكور في قصة ذي القرنين هل هو النحاس، أو الحديد، أو الصفر، أو الرصاص؟

قال ابن الجوزي في زاد المسير في علم التفسير: وفي القطر أربعة أقوال:
أحدها: أنه النحاس، قاله ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، والفراء، والزجاج.
والثاني: أنه الحديد الذائب، قاله أبو عبيدة.
والثالث: الصفر المذاب، قاله مقاتل.
والرابع: الرصاص، حكاه ابن الأنباري. قال المفسرون: أذاب القطر ثم صبه عليه، فاختلط والتصق بعضه ببعض حتى صار جبلا صلدا من حديد وقطر. قال قتادة: فهو كالبرد المحبر، طريقة سوداء، وطريقة حمراء
. اهـ.

كما اختلفوا في المذكور في قصة سليمان هل هو النحاس أو الحديد والنحاس؟

قال ابن جزي في التسهيل لعلوم التنزيل: وأسلنا له عين القطر قال ابن عباس: كانت تسيل له باليمن عين من نحاس، يصنع منها ما أحب، والقطر: النحاس، وقيل: القطر الحديد والنحاس وما جرى مجرى ذلك: كان يسيل له منه أربعة عيون، وقيل: المعنى أن الله أذاب له النحاس بغير نار كما صنع بالحديد لداود. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني