الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طريق الوصول إلى رضى الله ورضى الوالدين

السؤال

أنا حاصل على دبلوم تجارة 2000 وإنسان فاشل لا أعرف ماذا أريد كل أمل حياتى أنى أشتغل سائقا ويكون ربى وأمي وأبي راضين عنى لكن لا أعرف السبب في أن الكل خائف من أن يساعدنى أريد أن أكون ملتحيا ومن أهل السنة ولا أريد أن أكون إنسانا سافلا ومنحطا أرجو منكم حلا عمليا لإنقاذي من هموم الدنيا التي غرقت فيها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فليس بفاشل من وضع لحياته هدفا، ثم سعى في تحقيقه، وأنت جعلت رضا الله عنك ورضا والديك من أهداف حياتك، ولكي تصل إلى رضوان الله عليك بالاستقامة على دينه بفعل ما أوجبه الله تعالى عليك والانتهاء عما حرمه، فقد قال صلى الله عليه وسلم: اتق المحارم تكن أعبد الناس. رواه الترمذي. وقال الله تعالى كما في الحديث القدسي: ما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليه بالنوافل حتى أحبه... رواه البخاري.

وهنالك أسباب للاستقامة منها: طلب العلم النافع، فالتحق بحلقات العلم في المساجد، وداوم على شهود الخير، وأكثر من استماع الأشرطة الدينية فإن فيها خيرا كثيرا.

ومنها أيضا: أن يكون لك ورد ثابت من القرآن يوميا تقرؤه بتدبر وحضور قلب.

ومنها: أن تحافظ على ذكر الله مطلقا وخاصة الأذكار الموظفة التي تقال في الصباح والمساء وعند النوم ونحو ذلك، وتجدها وغيرها في كتاب" حصن المسلم" للقحطاني.

وإن من أهم أسباب الاستقامة أن يكون لك صحبة من الشباب الصالحين المتوضئين ففتش عنهم وانخرط في سلكهم واعبد الله معهم، فإنك إن غفلت ذكروك، وإن ذكرت الخير أعانوك على أدائه. واعلم أن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية، ثم عليك بدعاء الله وسؤاله الخير، والتمس أوقات الإجابة مثل ثلث الليل الآخر، وبين الأذان والإقامة، وأثناء السجود، وعند الفطر إذا كنت صائما ونحو ذلك. وانظر الفتوى رقم: 1208.

هذا، ولكي يرضى عنك والداك عليك ببرهما وطاعتهما في المعروف، والإحسان إليهما، والتأدب عند الحديث معهما، والدعاء لهما ونحو ذلك.

واعلم أن عدم الحصول على عمل أو وظيفة ليس دليلا على الفشل، فهذا أمر بتقدير الله، واسأل الله كثيرا أن يوسع رزقك وأن يغنيك من الناس، واعلم أنك إن اتقيت الله بارك الله في رزقك وإن كان قليلا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني