الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأصل أنه لا يجوز مجالسة أهل البدع، لما في ذلك من إقرارهم على باطلهم، وتكثير سوادهم، لكن لا مانع من ذلك إذا ترتبت عليه مصلحة شرعية كالرد عليهم أو كشف باطلهم. وهذا لا يكون إلا لمن ترسَّخت قدمه في العلم وكانت لديه القدرة في الرد على شبهاتهم وتفنيد باطلهم.
كما ناظر
ابن عباس رضي الله عنهما الخوارج، وكما كان شيخ الإسلام
ابن تيمية يناظر أهل البدع، وهذا قطعاً لا يكون للعامة من الناس حتى لا يفتتن بباطلهم.
وبهذا تعلم أن الجلوس معهم والاستماع إليهم يبني حكمه على المصلحة المترتبة عليه، وأما إذا لم تكن هناك مصلحة من وراء ذلك فلا يسمع إليهم ولا يجلس معهم، بل الجلوس معهم والاستماع إليهم داخل تحت قول الله تعالى:
وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [الأنعام:68].
يقول
الحسن رحمه الله يقول:
لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم ولا تسمعوا منهم. رواه
اللالكائي. ولمزيد من الفائدة راجع الفتاوى رقم:
24320 ،
24369،
19998 ،
14264.
والله أعلم.