29 - باب تأديب الأمير عامله إذا احتجب عن الرعية وما جاء في الصبر على تأدبة الإمام
[ 4239 ] قال أبنا إسحاق بن راهويه: ثنا إسماعيل بن إبراهيم، أبو حيان التيمي، عن عباية بن رافع بن خديج قال: بلغ عمر بن الخطاب سعدا اتخذ بابا ثم قال: ليقطع الصويت فبعث إلى أن فأتاه، قال: انطلق إلى سعد فأحرق بابه، ثم خذ بيده فأخرجه إلى الناس وقل: ها هنا فاقعد للناس. قال: فبعث محمد غلامه مكانه إلى منزله فأمره أن يأتيه براحلتين وزاد من عند أهله، وانطلق يمشي قبل الكوفة حتى قدم جبانة الكوفة فرأى نبطيا يدخل الكوفة بقصب على حمار يبيعه، فابتاعه منه وشرط عليه أن يلقيه عند باب الأمير، فجاء حتى ألقى قصبه عند باب الأمير، فأورى زنده فأتي سعد فقيل: إن ها هنا رجلا أسود طويلا عظيما بين إزار ورداء، عليه عمامة خرقانية على غير قلنسية. فقال: ذاك محمد بن مسلمة دعوه حتى يبلغ حاجته، لا يعرض له إنسان بشيء، فأحرق الباب حتى صار فحما، ثم خرج إليه سعد فساءله، وحلف بالله ما تكلم بالكلمة التي بلغت أمير المؤمنين، ولقد بلغه كاذب. قال: فعرض عليه المنزل ليدخل فأبى وانصرف مكانه راجعا، قال: فأتبعه سعد بزاده، فرده مع رسوله وقال: ارجع بطعامك إلى [ ص: 66 ] صاحبه، فإن له عيالا وإن معنا فضلة من زادنا، قال: فسارا فأرملا أياما، فكان أول ما أدركنا من الإنس امرأة في غنم، فقام محمد بن مسلمة، يصلي وانطلق الغلام حتى بايع صاحبة الغنم بشاة صغيرة من غنمها بعصابة كانت عليه، قال: فصرعها ليذبحها ومحمد قائم يصلي، فأشار إليه أن لا تذبحها، فلما فرغ قال: ما هذه الشاة ؟ فإن كان في الغنم صاحبها فبايعه، أو سلم بيع الأمة. فاقبل بها، وإن كانت إنما هي راعية فردها، فإن الجوع خير من مأكل السوء، قال: ثم سار حتى قدم على عمر بن الخطاب فأخبره بالذي كان وبما كان من طعام سعد ورده مع رسوله، فقال عمر: ما منعك أن تقبل منه ؟! . محمد بن مسلمة
هذا إسناد رجاله ثقات إلا أنه منقطع.
ولما تقدم شاهد من حديث معاوية وتقدم في باب كراهية أن يحكم الإمام وهو غضبان.