الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    8 - باب قتل أبي جهل

                                                                                                                                                                    [ 4553 / 1 ] قال أبو داود الطيالسي : ثنا أبو وكيع، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله قال: " لما كان يوم بدر وانتهيت إلى أبي جهل وهو مصروع فضربته بسيفي فما صنع شيئا، وندر سيفه فأخذته، فضربته به، ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في يوم حار كأنما أقل من الأرض، فقلت: يا رسول الله، هذا عدو الله أبو جهل قد قتل. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : آلله لقد قتل ؟ قلت: آلله لقد قتل. قال: فانطلق بنا فأرناه. فجاءه فنظر إليه، فقال: هذا كان فرعون هذه الأمة " .

                                                                                                                                                                    [ 4553 / 2 ] رواه مسدد: ثنا أبو الأحوص، عن سعيد بن مسروق، عن عبد الله بن مسعود قال: " أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إني قتلت أبا جهل. قال: آلله ؟ قال: قلت: آلله - ثلاثا - فقال: انطلق فأرنيه. قال: فانطلقت فأريته. فقال: قتلت فرعون هذه الأمة " .

                                                                                                                                                                    [ 4553 / 3 ] ورواه الحارث بن محمد بن أبي أسامة : ثنا معاوية بن عمرو، ثنا أبو إسحاق، قال: ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن ابن مسعود قال: " أتيت النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر، فقلت: قتلت أبا جهل. فقال: آلله الذي لا إله إلا هو! قال: آلله الذي لا إله إلا هو. قال: الله أكبر، الحمد لله الذي صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده. ثم قال: انطلق فأرنيه ... " فذكر حديث مسدد .

                                                                                                                                                                    [ 4553 / 4 ] ورواه أحمد بن حنبل: ثنا وكيع، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة قال: قال عبد الله: " انتهيت إلى أبي جهل يوم بدر وقد ضربت رجله [ ص: 212 ] وهو صريع، وهو يذب الناس عنه بسيف له فقلت: الحمد لله الذي أخزاك، يا عدو الله. فقال: (ما) هو إلا رجل قتله قومه. قال: فجعلت أتناوله بسيف لي غير طائل فأصبت يده فندر سيفه فأخذته فضربته به، حتى قتلته، قال: ثم خرجت حتى أتيت النبي صلى الله عليه وسلم كأنما أقل من الأرض فأخبرته، فقال: آلله الذي لا إله إلا هو ؟ فرددها ثلاثا - قال: فقلت: آلله الذي لا إله إلا هو. فخرج يمشي معي، حتى قام عليه فقال: الحمد لله الذي أخزاك، يا عدو الله، هذا كان فرعون هذه الأمة " .

                                                                                                                                                                    قال: وزاد فيه أبي، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة قال: قال عبد الله: " فنفلني سيفه " .

                                                                                                                                                                    [ 4553 / 5 ] قال: وثنا معاوية بن عمرو قال: أبنا أبو إسحاق عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن ابن مسعود قال: " أتيت النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر فقلت: قتلت أبا جهل. قال: آلله الذي لا إله إلا هو ؟ قلت: آلله الذي لا إله إلا هو - فرددها ثلاثا - قال: الله أكبر وقال: الحمد لله الذي صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده. انطلق فأرنيه. قال: فانطلقنا، فإذا به، فقال: هذا فرعون هذه الأمة " .

                                                                                                                                                                    [ 4553 / 6 ] قال: وثنا أسود بن عامر، ثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن أبيه قال: " أتيت أبا جهل وقد جرح فقطعت رجله، قال: فجعلت أضربه بسيفي فلا يعمل فيه شيئا - قيل لشريك في الحديث: فكان يذب بسيفه. قال: نعم - قال: فلم أزل حتى أخذت سيفه فضربته به حتى قتلته، قال: ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: قد قتل أبو جهل وربما قال شريك: قد قتلت أبا جهل - قال: أنت رأيته ؟ قلت: نعم. قال: آلله - [ ص: 213 ] مرتين - قلت: نعم. قال: فاذهب حتى أنظر إليه. قال: فذهب (حتى أتاه) وقد غيرت الشمس منه شيئا، فأمر به وبأصحابه، فسحبوا حتى ألقوا في القليب، قال: وأتبع أهل القليب لعنة. وقال: كان هذا فرعون هذه الأمة " .

                                                                                                                                                                    [ 4553 / 7 ] قال: وحدثنا أسود، ثنا زهير، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن هذا فرعون أمتي " .

                                                                                                                                                                    [ 4553 / 8 ] قال: وثنا أمية بن خالد، ثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد الله قال: " أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: يا رسول الله إن الله - عز وجل - قد قتل أبا جهل. قال: الحمد لله الذي نصر عبده وأعز دينه " .

                                                                                                                                                                    وقال مرة - يعني أمية - : " صدق (وعده ) وأعز دينه " . قلت: أصله في الصحيحين بغير هذا السياق، ورواه أبو داود والنسائي في الكبرى باختصار.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية