الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    8 - باب ما يستحب للقاضي أن يقضي في موضع بارز للناس لا يكون دون حجاب وأن يكون متوسط المصر

                                                                                                                                                                    [ 4882 / 1 ] قال مسدد: ثنا عبد الله، عن فطر، عن الذيال بن حرملة، سمعت القاسم بن مخيمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من ولي على الناس فاحتجب عنهم عند فقرهم وحاجتهم احتجب الله منه يوم القيامة " .

                                                                                                                                                                    [ 4882 / 2 ] رواه أبو يعلى الموصلي قال: ثنا الحسن بن حماد، ثنا أبو أسامة، عن زائدة، عن السائب بن حبيش الكلاعي، عن أبي الشماخ الأزدي، عن ابن عم له أنه دخل على معاوية فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من ولي من المسلمين شيئا فأغلق بابه عن المسكين والضعيف وذي الحاجة دون حاجاتهم وفاقتهم، أغلق الله - عز وجل - عنه باب رحمته يوم حاجته وفاقته أحوج ما يكون، إلى ذلك " .

                                                                                                                                                                    لا أدري من القائل، الأزدي لمعاوية أو معاوية للأزدي، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                    [ 4882 / 3 ] ورواه عبد بن حميد: أنا أبو عاصم، ثنا سعيد بن زيد، عن علي بن الحكم، عن أبي الحسن الحمصي، عن عمرو بن مرة - وكانت له صحبة - أنه قال لمعاوية : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أيما وال - أو قاض، شك علي - أغلق بابه دون ذوي الحاجة والخلة والمسكنة، أغلق الله بابه عن حاجته وخلته ومسكنته " .

                                                                                                                                                                    [ 4882 / 4 ] ورواه أحمد بن حنبل في مسنده بإسناد حسن: فقال: ثنا معاوية بن عمرو وأبو سعيد قالا: ثنا زائدة، ثنا السائب بن حبيش الكلاعي ... فذكره دون قوله: لا أدري ... إلى آخره. [ ص: 382 ]

                                                                                                                                                                    ورواه شيخنا الحافظ أبو الحسن الهيثمي في زوائد الحارث بن محمد بن أبي أسامة من حديث أبي مريم موقوفا، وزعم أنه ليس في شيء من الكتب الستة، ووهم في ذلك.

                                                                                                                                                                    [ 4882 / 5 ] فقد رواه أبو داود في سننه مرفوعا: عن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، أبنا يحيى بن حمزة، حدثني ابن أبي مريم - وهو يزيد - أن القاسم بن مخيمرة أخبره، أن أبا مريم الأزدي أخبره قال: " دخلت على معاوية، فقلت: حديثا سمعته أخبرك به، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من ولاه الله - عز وجل - شيئا من أمور المسلمين فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم، احتجب الله - عز وجل - دون حاجته وخلته وفقره.

                                                                                                                                                                    فجعل - يعني: معاوية - رجلا على حوائج المسلمين "
                                                                                                                                                                    .

                                                                                                                                                                    [ 4882 / 6 ] ورواه الترمذي في الجامع: ثنا أحمد بن منيع ، ثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثني علي بن الحكم، حدثني أبو الحسن قال: قال عمرو بن مرة: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ما من إمام يغلق بابه دون ذوي الحاجة والخلة والمسكنة إلا أغلق الله أبواب السماء دون خلته وحاجته ومسكنته.

                                                                                                                                                                    فجعل معاوية ... "
                                                                                                                                                                    فذكره.

                                                                                                                                                                    قال الترمذي : حديث عمرو بن مرة حديث غريب، وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه، وعمرو بن مرة الجهني يكنى أبا مريم . انتهى.

                                                                                                                                                                    وكأن شيخنا أبو الحسن الهيثمي اعتقد أن أبا مريم غير عمرو بن مرة، وهو هو، وممن جمع بين هذا الاسم والكنية الحافظ المنذري في كتاب الترغيب، فقال: وعن أبي مريم عمرو بن مرة الجهني . انتهى.

                                                                                                                                                                    وإنما أوردت ما في أبي داود والترمذي للفائدة، ولما وقع من الوهم لشيخنا في إبراز هذا الحديث من مسند الحارث.

                                                                                                                                                                    [ 4882 / 7 ] ورواه البيهقي في سننه: أبنا أبو طاهر الفقيه، أبنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان، أبنا أحمد بن يوسف السلمي، ثنا محمد بن مبارك، ثنا صدقة ويحيى بن حمزة، عن يزيد بن أبي مريم، ثنا القاسم بن مخيمرة، عن رجل من أهل فلسطين يكنى أبا مريم من الأسد " قدم على معاوية، فقال له معاوية: ما أقدمك؟ قال: حديثا سمعته من [ ص: 383 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأيت موقفك جئت أخبرك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من ولاه الله من أمور الناس شيئا فاحتجب عن الناس حاجتهم وخلتهم وفاقتهم احتجب الله يوم القيامة عن حاجته وخلته وفاقته " .

                                                                                                                                                                    وله شاهد في الصحيحين وغيرهما من حديث أنس بن مالك .

                                                                                                                                                                    ورواه أحمد بن حنبل بإسناد جيد، والطبراني وغيره من حديث معاذ بن جبل.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية