الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 5048 ] وعن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: " اجتمعت أنا والعباس وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وزيد بن حارثة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل العباس فقال: يا رسول الله، كبرت سني، ورق عظمي، وركبني مؤنة، فإن رأيت أن تأمر لي بكذا وكذا وسقا من طعام فافعل، قال: ففعل ذلك.

                                                                                                                                                                    ثم قالت فاطمة: يا رسول الله، أنا منك بالمنزل الذي قد علمت، فإن رأيت أن تأمر لي كما أمرت لعمك فافعل، قال: ففعل ذلك.

                                                                                                                                                                    ثم قال زيد بن حارثة: يا رسول الله، كنت أعطيتني أرضا أعيش فيها ثم قبضتها مني، فإن رأيت تردها علي فافعل، قال: أفعل ذلك.

                                                                                                                                                                    فقلت أنا: يا رسول الله إن رأيت أن توليني حقنا من الخمس في كتاب الله فأقسمه حياتك كي لا ينازعنيه أحد بعدك فافعل، قال: أفعل ذلك.

                                                                                                                                                                    ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم التفت إلى العباس، فقال: يا أبا الفضل، ألا تسألني الذي سألنيه ابن أخيك؟ فقال: يا رسول الله، انتهت مسألتي إلى التي سألتك، قال: فولانيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقسمته حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ولانيه أبو بكر، فقسمته حياة أبي بكر، ثم ولانيه عمر فقسمته حياة عمر، حتى كان آخر سنة من سني عمر فإنه أتى عمر مال كثير، فعزل حقنا ثم أرسل إلي، فقال: هذا حقكم، فخذه فاقسمه حيث كنت تقسمه، فقلت: يا أمير المؤمنين، بنا عنه العام غنى وبالمسلمين إليه حاجة، فرده عليهم تلك السنة.

                                                                                                                                                                    ثم لم يدعنا إليه أحد بعد عمر، حتى قمت مقامي هذا، فلقيت العباس بعدما خرجت من عند عمر، فقال: يا علي، لقد حرمتنا الغداة شيئا لا يرد علينا أبدا إلى يوم القيامة، وكان رجلا داهيا "
                                                                                                                                                                    .

                                                                                                                                                                    رواه أبو بكر بن أبي شيبة ، ورواه أبو داود في سننه مختصرا. [ ص: 481 ]

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية