الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 5391 ] وقال عبد بن حميد : ثنا يزيد بن هارون ، أبنا سالم بن عبيد ، عن أبي عبد الله، عن [ ص: 82 ] عبد الرحمن بن أبي ليلى أنه سمع ابن عباس - رضي الله عنهما - يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما على الأرض رجل يموت وفي قلبه من الكبر مثقال حبة من خردل إلا جعله الله في النار. فلما سمع ذلك عبد الله بن قيس الأنصاري بكى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا عبد الله بن قيس، لم تبكي ؟ قال: من كلمتك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أبشر فإنك في الجنة - قال: فبعث النبي صلى الله عليه وسلم بعثا فغزا فقتل فيهم شهيدا - فأعادها ثلاث مرات، فقال رجل من الأنصار: يا نبي الله إني أحب الجمال بحمل سيفي وبغسل ثيابي من الدرن، وبحسن الشراك والنعال فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ليس ذاك أعني، إنما الكبر من سفه عن الحق، وغمص الناس. فقال: يا نبي الله، وما السفه عن الحق وغمص الناس؟ فقال: السفه عن الحق: أن يكون لك على رجل مال فينكر ذلك، ويزعم أن ليس عليه شيء، فيأمره رجل بتقوى الله فيقول: اتق الله. يعني فيقول: لئن لم أتق الله حتى تأمرني لقد هلكت. فذلك الذي سفه عن الحق. وسأله عن غمص الناس، فقال: هو الذي يجيء شامخا بأنفه، وإذا رأى ضعفاء الناس وفقراءهم لم يسلم عليهم ولم يجلس إليهم محقرة لهم، فذلك الذي يغمص الناس. فقال عند ذلك النبي صلى الله عليه وسلم : من رقع ثوبه وخصف النعل وركب الحمار وعاد المملوك إذا مرض وحلب الشاة فقد برئ من العظمة ".

                                                                                                                                                                    ورواه الحاكم ، وقال: احتجا برواته.

                                                                                                                                                                    وله شاهد من حديث عبد الله بن مسعود رواه مسلم في صحيحه وأبو داود والترمذي في الجامع وابن ماجه .

                                                                                                                                                                    وقد رواه الحاكم فقال: "ولكن الكبر، من بطر الحق وازدرى الناس " وقال: احتجا برواته.

                                                                                                                                                                    قوله: "بطر الحق " - بفتح الباء الموحدة، والطاء المهملة جميعا - هو دفعه ورده "وغمط الناس " - بفتح الغين المعجمة وسكون الميم وبالطاء المهملة - هو احتقارهم وازدراؤهم، وكذلك غمصهم بالصاد المهملة. [ ص: 83 ]

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية