[ 7208 ] وعن رضي الله عنه قال: "قتل رجل تسعة وتسعين نفسا، ثم أراد التوبة، فأتى راهبا بأرض عرية، فقال: يا راهب، قتلت تسعة وتسعين نفسا فهل لي من توبة؟! قال: لا، قال: لا جرم والله لأكملنك بهم مائة، ثم أتى راهبا آخر، قال: إني قتلت تسعة وتسعين نفسا وكملتهم مائة براهب، فهل لي من توبة؟! فقال: لقد أسرفت على [ ص: 411 ] نفسك، وركبت عظيما، ابن مسعود ومن تاب تاب الله عليه.
قال: فنبذ السيف، وقال: والله لأخدمنك حتى يفرق بيننا الموت، قال: وعاهده أن لا يعصيه، قال: فجاءه قوم سفرا ومسنتون وكان يتطبب، فقال الرجل: على ما تأمرني بشيء؟ فقال: اذهب فاسجر التنور، قال: فذهبت فسجر حتى حمي، فقال: قد حمي، فما تأمرني، فقال: اذهب فقع فيه، قال: فذهب فوقع فيه، ثم اذكر الراهب، فقام وقام من معه فإذا هو في التنور يرشح عرقا لم تضره النار، قال الراهب: قد علمت أن توبتك قد قبلت، فلأخدمنك أبدا، حتى تفارقني.
قال وكان بنو إسرائيل إذا أذنب أحدهم أصبح وقد كتب كفارة ذنبه على أسكفة بابه، ففضلكم الله عليهم فأمرتم بالاستغفار، فتستغفرون الله. ابن مسعود:
قال: ولقد أعطى هذه الأمة آية ما أحب أن لهم بها الدنيا وما فيها: (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ...) الآية".
رواه بسند صحيح. إسحاق بن راهويه