الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 7637 / 1 ] وعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: "أتى النبي صلى الله عليه وسلم ابن صياد وهو يلعب مع الغلمان، فقال له: أتشهد أني رسول الله؟ فقال له ابن صياد: أتشهد أنت أني [ ص: 125 ] رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اخسأ بل أنت عدو الله اخسأ فلن تعدو قدرك. قال: إني قد خبأت لك خبئا. قال: الدخ ".

                                                                                                                                                                    رواه الحارث بن أبي أسامة ورواته ثقات.

                                                                                                                                                                    [ 7637 / 2 ] وكذا أحمد بن حنبل ولفظه: عن جابر بن عبد الله أنه قال: "إن امرأة من اليهود بالمدينة ولدت غلاما ممسوحة عينه طالعة ناتئة، فأشفق رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون الدجال، فوجده تحت قطيفة يهمهم، فآذنته أمه، فقالت: يا عبد الله، هذا أبو القاسم قد جاء فاخرج إليه. فخرج من القطيفة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما لها قاتلها الله لو تركته لبين! ثم قال صلى الله عليه وسلم: يا ابن صياد، ما ترى؟ قال: أرى حقا وأرى باطلا وأرى عرشا على الماء. قال: فلبس. فقال: أتشهد أني رسول الله؟ فقال هو: أتشهد أني رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: آمنت بالله ورسله. ثم خرج وتركه، ثم أتى مرة أخرى، فوجده في نخل يهمهم، فآذنته أمه، فقالت: يا عبد الله، هذا أبو القاسم قد جاء. فقال رسول الله: ما لها قاتلها الله لو تركته لبين. قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطمع أن يسمع من كلامه شيئا فيعلم أهو هو أم لا؟ قال: يا ابن صياد، ما ترى؟ قال: أرى حقا وأرى باطلا وأرى عرشا على الماء. قال: أتشهد أني رسول الله؟ قال هو: أتشهد أني رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: آمنت بالله ورسله. فلبس عليه، ثم خرج وتركه، ثم أتى في الثالثة أو الرابعة ومعه أبو بكر وعمر - رضي الله عنهما - في نفر من المهاجرين والأنصار وأنا معه، قال: فبادر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أيدينا ورجا أن يسمع من كلامه شيئا فسبقته أمه إليه، فقالت: يا عبد الله، هذا أبو القاسم قد جاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قاتلها الله لو تركته لبين، فقال: يا ابن صياد، ما ترى؟ قال: أرى حقا وأرى باطلا وأرى عرشا على الماء. قال: أتشهد أني رسول الله؟ قال: تشهد أنت أني رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: آمنت بالله ورسله. فلبس عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا ابن صياد، إني قد خبأت لك خبئا فما هو؟ قال: الدخ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اخسأ، اخسأ. فقال عمر بن الخطاب: ائذن لي يا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن يكن هو فلست صاحبه، إنما صاحبه عيسى ابن مريم، وإن لم يكن هو فليس لك أن تقتل رجلا من أهل العهد. قال: فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم مستيقنا أثر الدجال " [ ص: 126 ] ولجابر حديث في الصحيح في ابن صياد غير هذا.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية