378 - حدثنا ، ثنا إبراهيم بن الجنيد ، ثنا أبو ظفر ، عن جعفر بن سليمان الضبعي عبد الصمد بن معقل بن منبه عن عمه قال : " كان عابد من عباد بني إسرائيل يعبد الله دهرا في صومعته ، فعف وزهد حتى شكته الشياطين إلى إبليس فقالوا : فلان قد أعيانا لا نصيب منه شيئا . وهب بن منبه
قال : فانتدب له إبليس بنفسه فأتاه فضرب ديره فقال : من هذا ؟ قال : أنا ابن سبيل افتح لي حتى آوي الليلة في ديرك . قال له العابد : هذه قرى منك غير بعيد ، صل إلى بعضها فأو فيها ، قال : اتق الله وافتح لي فإني أخاف اللصوص وأخاف السباع ، قال : ما أنا بالذي أفتح لك ، فسكت إبليس .
ثم ضرب ديره ، فقال : افتح لي ، قال : من هذا ؟ قال المسيح ، قال : إن تكن المسيح فليس لي إليك حاجة قد بلغت رسالات ربك فموعدك الآخرة .
فسكت إبليس ، ثم ضرب ديره فقال : افتح ، فقال : من أنت ؟ قال : أنا إبليس ، قال : ما أنا بالذي أفتح لك ، قال إبليس : لك الله ، ولك ، ولك ، وجعل يعاهده لا أعمل لك في مضرة أبدا افتح .
[ ص: 176 ] " قال : فنزل ففتح له الباب فصعد إبليس فجلس بين يديه . وقال : سلني عما شئت أخبرك ، قال : ما لي إليك حاجة ، قال : فقام إبليس فولى ، قال : فناداه أقبل قد بدا لي أن أسألك ، قال فسل ، قال : " . أي شيء أعون لكم في هلكة بني آدم ؟ قال : السكر ، فإنه إذا سكر ابن آدم لم يمتنع منا من شيء نريده ثم لعبنا به كما يلعب الصبيان بالكرة ، قال : وما ذاك ؟ قال : والحدة ، لو أن ابن آدم بلغ من عبادته ما يحيي الموتى بإذن الله ما يئسنا أن نصيبه في بعض غضبه ، قال : وماذا ؟ قال : والبخل ، قال : فنأتي ابن آدم فنقلل نعمة الله عنده ونكثر ما في أيدي الناس عنده حتى يبخل بحق الله في ماله فيهلك
[ ص: 177 ]