الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              259 - حدثنا النيسابوري ، قال : حدثنا الميموني ، قال : حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس ، قال : سمعت وكيعا يقول لولا أبو بكر ذهب الإسلام . [ ص: 847 ]

              قال الشيخ : ذهب وكيع رحمه الله في ذلك إلى قيام أبي بكر في الردة ؛ لأن أهل الإسلام صاروا بعد النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث طوائف : طائفة ارتدت ، وطائفة ذلت للسلم والهدنة ، وتركهم على ما اختاروه من منع الزكاة ، وكان أبو بكر رحمه الله بنفسه طائفة ، فرأى جهادهم ، ومحاربتهم ، فأطاع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره ، ورجعوا إلى رأيه السديد الموفق ، فقاتل من عصاه بمن أطاعه ، فأعلى الله أمره ، وأظهر نصره ، وجمع شمل الإسلام به ، فاستأنف بالإسلام مجددة ، فأقام أوده ، وغسل درنه وكان رحمة على العالمين ، فكان كما قال [ ص: 848 ] عمر : " كدنا نكفر في غداة والله ، لولا أن الله تداركنا بأبي بكر الصديق " ، وكما قال وكيع : " لولا أبو بكر ذهب الإسلام " ، وكما قال إبراهيم النخعي :

              التالي السابق


              الخدمات العلمية