الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              41 - حدثنا أبو جعفر محمد بن عبيد الله الكاتب ، قال : حدثنا أحمد بن بديل اليامي ، قال : حدثنا إسحاق بن سليمان ، قال : حدثنا موسى يعني ابن عبيدة عن [ ص: 239 ] هود بن عطاء عن أنس قال كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل متعبد يعجبنا تعبده واجتهاده فذكرناه لرسول الله باسمه فلم يعرفه ووصفناه بصفته فلم يعرفه فبينا نحن نذكره إذ طلع علينا فقلنا يا رسول الله هو ذا هو فقال إنكم لتحدثون عن رجل أرى على وجهه سفعة الشيطان [ ص: 240 ] فأقبل حتى وقف علينا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أنشدك هل قلت حين وقفت علينا ما في المجلس أحد خير مني أو أفضل مني قال اللهم نعم فدخل المسجد يصلي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من يقتل الرجل فقال أبو بكر أنا فدخل فوجده يصلي ، فقال : سبحان الله أقتل رجلا وهو يصلي ، وقد نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ضرب المصلين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من يقتل الرجل ، فقال عمر أنا فدخل فوجده ساجدا فقال قد رجع من هو خير مني وأفضل أبو بكر أقتل رجلا وهو واضع جبهته لله عز وجل فخرج فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم مه قال يا رسول الله بأبي وأمي وجدته ساجدا فكرهت قتله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من يقتل الرجل فقال علي أنا فقال أنت إن أدركته قتلته فوجده قد خرج فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له : مه فقال وجدته قد خرج ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو قتل ما اختلف من أمتي اثنان لكان أولهم وآخرهم سواء .

              قال إسحاق بن سليمان الرازي قال موسى بن عبيدة [ ص: 241 ] فسمعت محمد بن كعب القرطبي يقول هو الذي قتله علي ذو الثدية وكانت يده في منكبه مثل الثدي فيها شعرات فكانت تمد فتساوي الأخرى ثم ترسل فترجع إلى منكبه .

              قال الشيخ : فبان بهذا الحديث أيضا نص خلافة علي رضي الله عنه بقول النبي صلى الله عليه وسلم : " إن وجدته فاقتله " ، فوجده علي يوم النهروان ، فقتله . [ ص: 242 ] [ ص: 243 ] [ ص: 244 ] [ ص: 245 ] [ ص: 246 ]

              التالي السابق


              الخدمات العلمية