الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              24 - حدثنا أبو الحسين محمد بن صفوان البرذعي ، قال : حدثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل السلمي ، قال : حدثنا علي بن معبد المصري ، قال : حدثنا عبيد الله بن [ ص: 149 ] عمرو ، عن زيد بن أبي أنيسة عن عمرو بن مرة عن خيثمة بن عبد الرحمن قال لما حضر عمر الموت أمر ستة [ ص: 150 ] نفر بالشورى وكان أحدهم غائبا وهو طلحة بن عبيد الله فأمر صهيبا يصلي بالناس ثلاثة أيام حتى يستقيم أمرهم وقال عمر : إن استقام أمركم قبل أن يقدم طلحة فامضوا على ما استقام أمركم عليه ، وإن قدم طلحة قبل أن يستقيم أمركم فأدخلوه معكم ، فإنه رجل من المهاجرين ، فلما اجتمعوا خمسة ، إذا لكل رجل منهم هوى ، وإذا أمرهم لا يستقيم على أمر واحد ، فقال عبد الرحمن بن عوف : لا تستقيمون على أمر واحد وأنتم خمسة ، فليعاد كل رجل منكم رجلا ، وليوله أمره ، وأنا عديد الغائب ، فتعاد علي ، والزبير ، وتعاد عثمان ، وسعد ، فولى الزبير عليا أمره ، وولى سعد عثمان أمره ، فقال عبد الرحمن للزبير ، وسعد : وليتما أمركما عليا ، وعثمان ، فاعتزلا ، قال : وخلا عبد الرحمن وعثمان وعلي ، فقال عبد الرحمن لعلي ، وعثمان : أنتما بنو عبد مناف : اختارا إما أن تبرءا من الأمر ، وأوليكما ذلك ، [ ص: 151 ] وإما أن تولياني أمركما فاختارا ، وتبرأ منها ، فمكث ثلاثة أيام يأتيهم رجلا رجلا ، ثم دعا ربه ساعة ، ورفع يديه ، ثم أخذ بيد علي فقال : آلله عليك إن أنا بايعتك لتعدلن في أمة محمد ولتتقين الله وإن أنا لم أبايعك لتسمعن ولتطيعن لمن بايعت ؟ فقال علي : نعم ، ثم أخذ بيد عثمان فقال له : آلله عليك إن أنا بايعتك لتعدلن في أمة محمد ، ولتتقين الله ، وإن أنا بايعت غيرك ، لتسمعن ولتطيعن الله ؟ فقال عثمان : نعم ، فصفق على يد عثمان فبايعه . [ ص: 152 ]

              التالي السابق


              الخدمات العلمية